دموع الحبيب – كيف نعى رسول الله موت جعفر بن أبي طالب؟ – الحلقة 11
شارك هذا الدرس مع أحبائك
دموع الحبيب
حب النبي لجعفر بن أبي طالب
كان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخَلق والخُلق تخيلوا أن هذه المرأة تتكلم عن زوجيه السابقين ماذا كان من علي بن أبي طالب أن يقول دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتم الأولاد ودمعت عين النبي عليه الصلاة والسلام وقال عليه الصلاة والسلام:" أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة".
يا دمعة سالت من العين التي تُفدى بروحي كي تراها مُقلتي قد نلتِ من خد النبي نصيبًا ما يرجوه صب مبتغًا باللهفة من قال لا تبكي الرجال وسيدي خير الرجال بكى دموع الخشية والليل يشهد بالصلاة دموعه بلت لشكر الله شعر اللحية.
كانت في بيتها مع أولادها وزوجها في سفر وكانت تنتظر قدومه من هذا السفر جهزت نفسها عجنت العجين نظفت الأولاد وهيئة البيت فدخل النبي عليه الصلاة والسلام فطلب الأولاد وشمهم فدمعت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ما بك ما يبيكك هل بلغك عن جعفر وأصحابه شىء فنعى رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب.
هو جعفر بن أبي طالب كان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخلق والخُلق كان طيب المعشر جوادًا كريمًا عطوفًا سخيًا متواضعًا رحيمًا طيب القلب كان يلقب بابن المساكين أو بآبيهم يجالس المساكين يقعد معهم يطعمهم يساندهم يتصدق عليهم هذا جعفر بن أبي طالب الذي كان يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة شديدة وكان من أوائل من أسلم أسلم بعد أخيه علي ابن أبي طالب ويروى أن أبا طالب لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وعن يمينه علي فقال أبو طالب لجعفر صل جناح ابن عمك الآخر أي صل عن يساره فأنتما كالجناحين له.
هذا حعفر حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وكان قد هاجر إلى الحبشة وهو الذي كان سببًا في إسلام النجاشي أصحة كلم النجاشي غير مرة وقرأ عليه شيئًا من القرءان قرأ سورة مريم:{ كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} إلى أن بلغ الجزء الذي فيه عن السيدة مريم فبكى النجاشي وأخضلت لحيته بالدمع وأسلم النجاشي وحسن إسلامه ولكنه لم يلتق بالنبي عليه الصلاة والسلام يروى أنه أراد المجيء إلى رسول الله أحب رسول الله ولكنه لم يتمكن من ذلك.
هذا جعفر تزوج أسماء بنت عميس هذه أسماء إمرأة طيبة مباركة ولدت لجعفر عبد الله هذه أسماء تزوجت بعد جعفر أبي بكر الصديق وولدت له أيضًا وتزوجت بعد أبي بكر علي بن أبي طالب أخ جعفر ومن لطيف ما يروى أن ولديه ابن جعفر وابن أبي بكر قد اختلفا ذات يوم في أبويهما كل واحد منهما يمدح أباه أبي كان كذا وأبي كان كذا وكذا بمرئًا من أسماء وعلي بن أبي طالب فقال علي لأسماء بنت عميس: أُحكمي بينهما كوني الحكم بينهما الأول يمدح جعفرًا والثاني يمدح أبا بكر رضي الله عنهما فقالت: أسماء ما رأيت شابًا أفضل من جعفر وما رأيت شيخًا أفضل من أبي بكر.
تخيلوا أن هذه المرأة تتكلم عن زوجيه السابقين ماذا كان من علي أن يقول قالت: ما رأيت شابًا أفضل من جعفر لأنه مات ابن أربعين سنة وشىء قالت وما رأيت شيخًا أفضل من أبي بكر مات وهو ابن ثلاث وستين تقريبًا فقال علي بن أبي طالب ممازحًا لها: وماذا تركتي لنا. معناه إن كان قد فاتنا الشباب وفاتتنا الشيخوخة فلم تري شابًا أحسن من جعفر ولا شيخًا أفضل من أبي بكر فأين نحن إذن.
فانظروا إلى هذا الحب والود الذي كان بين علي وأبي بكر وجعفر بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نعود إلى جعفر في مؤتة أمّر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وأخبرهم أنهم بعد زيد تكون الراية عند جعفر بن أبي طالب وبعده تكون عند عبد الله بن رواحة قُتل الثلاثة أما جعفر فقطعت يده اليمنى فأمسك الراية بيده اليسرى فقطعت يده اليسرى فأمسك الراية بعضديه بصدره ثم قُتل جعفر وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بالوحي لذلك كانت أسماء سعيدة في بيتها فإن زوجها قادم من شُقة بعيدة يقدم بعد سفر طويل هيئة له الأولاد عجنت له العجين حضّرت البيت لمقدم جعفر ولكن القادم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتم الأولاد ودمعت عين النبي عليه الصلاة والسلام فقالت أسماء ما يبيكيك يا رسول الله هل بلغك عن جعفر وأصحابه شىء كان ذاك من طريق الوحي كان ذاك بالوحي عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعفرًا قد قتل بالوحي قبل أن يرجع المسلمون إلى رسول الله نعم العون أنت يا رسول الله نعم السند أنت يا حبيبي يا رسول الله جاء إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يواسيهم في الذي ألم بهم أخبرهم باستشهاد جعفر قُتل جعفر بن أبي طالب وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يجهزوا الطعام لآل جعفر للمصيبة التي نزلت بهم بكت فاطمة جعفر وبكت أسماء جعفر بكى صحابة رسول الله جعفر وبكى رسول الله جعفر وقال عليه الصلاة والسلام:" أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة" هنيئًا لك يا جعفر نعاك رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من الله وانظروا أحبتي إلى قُرب النبي عليه الصلاة والسلام من صحابته ومن آل بيته فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحنو على أبناء جعفر ويحبهم كان عمر بن الخطاب إذا نادي عبد الله بن جعفر قال له:" السلام عليكم يا ابن ذي الجناحين".
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المدينة وجاءه الأولاد الحسن والحسين عبد الله بن جعفر كان يقعدهم معه على الدابة فيدخل رسول الله المدينة ومعه على الدابة الأولاد كان حنونًا كان يواسهم ويلاطفهم كان ينظر في حوائجهم ويقضيها هكذا ينبغي أن نكون أحبابي وفي رمضان ينتظر الناس السند وينتظر الناس من يرفق بهم ويُشفق عليهم ويكون حنونًا بهم إذا أعطاك الله تعالى فتذكر أن هذا من الله تعالى رزق إليك إذا أكرمك الله تعالى بإكرام فلا تبخل به على عباد الله الرزق قسمة من الله تبارك وتعالى الله تعالى ما جعل كل الناس أغنياء ولا جعلهم فقراء جعل فيهم الغني والفقير فللفقراء حق على الأغنياء وللضعفاء حق على الأقويا.
جعلنا الله تبارك وتعالى ممن يجبر ضعف الفقراء جعلنا الله تبارك وتعالى ممن يقتدي بالنبي عليه الصلاة والسلام في العطف والرحمة والكرم نسأل الله تبارك وتعالى أن يحشرنا تحت لواء قائدنا الحبيب عليه الصلاة والسلام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.