fbpx

دموع الحبيب – عذرًا سيدي القائد.. شغلتنا الدنيا – الحلقة 2

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قول النبي أمتي وصار يقول اللهم أمتي أمتي عذرًا سيدي القائد عذرًا رسول الله شغلتنا الدنيا ويروى أن نبينا عليه الصلاة والسلام يوم القيامة عندما يجتاز الصراط ويكون أول من اجتاز الصراط يقف عند طرفه وهو ينظر إلى أفراد أمته فإذا وجد فيهم مضطربًا يكاد يقع في جهنم. يا دمعة سالت من العين التي تفدى بروحي كي تراها مُقلتي قد نلتِ من خد النبي نصيبًا ما يرجوه صب مبتغًا باللهفة من قال لا تبكي الرجال وسيدي خير الرجال بكى دموع الخشية والليل يشهد بالصلاة دموعه بلت لشكر الله شعر اللحية. بكى النبي عليه الصلاة والسلام لأجل أمته فأرسل الله عزّ وجلّ جبريل عليه الصلاة والسلام يا ترى لماذا بكى وبماذا جاء جبريل قبل أن نروي تلك القصة لابد أن نقدم مقدمتين. المقدمة الأولى: لا يخف علينا جميعًا أحبتي أن الله عزّ وجلّ لا تخفى عليه شىء يعلم الله تعالى كل شىء يعلم كل ما كان في الماضي وكل ما يكون الآن في الحاضر وكل ما سيكون في المستقبل ويعلم الله تعالى ما لا يكون بالمرة أن لو كان كيف كان يكون فما ورد من الأحاديث والآيات التي قد توهم أن الله تبارك وتعالى علم شيئًا بعد أن لم يكن عالمًا أو أنه خفي عليه شىء فليس هذا مُرادًا بالمرة. والمقدمة الثانية: هي أن ربّنا عزّ وجلّ لا يشبه خلقه بالمرة فالله تعالى لا يتكلم بالحروف والأصوات واللغات وإنما يخبر الملك عن الله تبارك وتعالى الله تعالى كلامه لا يشبه الكلام كلامه لا يحل في الأذان ليس بالحروف والأصوات واللغات لأن ربّنا عزّ وجلّ ليس بإنسان وليس ببشر ولا يشبه البشر فليس بجسم فكلام الله تعالى أزلي أبدي ليس بالحروف يسمعه الملك فيبلغ عن الله تبارك وتعالى فما الذي حصل مع النبي عليه الصلاة والسلام تخيل معي أخي المؤمن نبي الله عزّ وجلّ وصلى الله على نبينا محمد وسلم وهو يقرأ القرءان قرأ قوله تعالى: { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وقرأ قوله تعالى حكاية عن نبي الله عيسى:{ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه باكيًا لمحبته لأمته خوفًا على أمته خوفًا عليهم من العذاب وصار يقول اللهم أمتي أمتي أمتي أمتي اللهم أمتي أمتي فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد واسله ما يبكيك والله عالم بكل شىء فجاء جبريل إلى محمد وقال يا محمد ما يبكيك فأخبره النبي عليه الصلاة والسلام فقال الله يا جبريل قل لمحمد إنّا سنرضيك في أمتك ولا نسؤك. هذا النبي عليه الصلاة والسلام كان شديد المحبة والخوف لأمته وعليهم ألسنا مقصرين في شكر هذا القائد تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم مسرورًا وعاد إليها كئيبًا وقال:" يا عائشة أخاف أن أكون قد شققت على أمتي" نحن من أمته عليه الصلاة والسلام فهذا النبي عليه الصلاة والسلام بكى بكى عند الدعاء لأمته من رأوه ومن لم يكونوا قد رأوه وهو القائل:" وددت أن لو لقيت أحبابي قيل ألسنا أحبابك يا رسول الله فقال النبي: أنتم أصحابي وأحبابي قوم يأتون من بعدي يود أحدهم أن لو رآني بأهله وماله". وهذا حالنا أحبابي يتمنى الواحد منّا لو رأى النبي عليه الصلاة والسلام ولو كان في حياة النبي لو جاء النبي عليه الصلاة والسلام يشكو له حال هذه الأمة اليوم ماذا كنا لنقول له يا رسول الله غربت الشمس وأنطفئ ضوء القمر إنتشر الفساد في أمتك إننتشر بينهم الذنوب والمعاصي إنتشر الظلم وأكل الحرام وصار الناس يتجاهرون بالحرام والكفر والعياذ بالله هذه أمتك يا رسول الله تغير حالها كثيرًا وأنت القائل: "تتداع عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة طعام فقالوا أمن قلة نحن يا رسول الله فقلت: أن لا وها نحن الآن كثر ولكن شغلتكم الدنيا". عذرًا سيد القائد عذرًا رسول الله شغلتنا الدنيا نسأل الله تبارك وتعالى أن لا يعلق قلوبنا بدنيا فانية زائلة وأن يعلق قلوبنا بطاعته عزّ وجلّ وبمحبة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام. ويروى أن نبينا عليه الصلاة والسلام يوم القيامة عندما يجتاز الصراط ويكون أول من اجتاز الصراط يقف عند طرفه وهو ينظر إلى أفراد أمته فإذا وجد فيهم مضطربًا يكاد يقع في جهنم رفع يديه وقال:" اللهم ربّ سلم سلم ". أحبتي يستحق منا نبي الله الكثير الكثير من الشكر فوالله لو أمضينا أعمارنا كلها ندافع عن نبينا عليه الصلاة والسلام وندفع عنه الإفتراءات والفتنة والكذب لكان هذا قليلا أمام فضل النبيّ عليه الصلاة والسلام علينا نسأل الله تبارك وتعالى أن لا نكون نكّرين للجميل ونسأله عزّ وجلّ أن يحشرنا تحت لواء حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام.