fbpx

دموع الحبيب – ماذا بعد أُحُد – الحلقة 3

شارك هذا الدرس مع أحبائك

عم النبي حمزة جُدع أنفه وقطعت أُذناه وبُقرت بطنه بل جاءت إمرأة من المشركات وأخذت كبده ولكته فما استساغته فلفظت اللقمة ورأى رسول الله هذا المنظر يروى أن بعض الصحابة قال ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد باكيًا من ذاك الموقف. يا دمعة سالت من العين التي تفدى بروحي كي تراها مُقلتي قد نلتِ من خد النبي نصيبًا ما يرجوه صب مبتغًا باللهفة من قال لا تبكي الرجال وسيدي خير الرجال بكى دموع الخشية والليل يشهد بالصلاة دموعه بلت لشكر الله شعر اللحية. وانتهت أُحد وظهرت المصائب بين المسلمين تخيل نفسك بعد أحد وأنت تنظر في حال المسلمين وفي حال قائد المسلمين صلى الله عليه وسلم رسول الله كُسرت رباعيته ورسول الله جُرح في شفته وج في جبينه وخده لم يبك النبي عليه الصلاة والسلام من هذا الألم ولكن حصل ما أبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم تخيل تلك اللحظة المسلمون يأتون يسألون عن أهليهم هذا يسأل عن أخيه وتلك تسأل عن أخيها ومنهم من يسأل عن رسول الله ورسول الله يسأل عن من يسأل عن عمه حمزة والمصيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جثة حمزة في بطن الوادي ورآه مقتولا وقد مُثل به جُدع أنفه وقطعت أُذناه وبقُرت بطنه بل وجاءت امرأة من المشركات وأخذت كبد حمزة ولكته فما استساغته فلفظت اللقمة ورأى رسول الله هذا المنظر ليتنا كنا معك سيد القائد ليتنا كنّا معك لنعزيك يروى أن بعض الصحابة قال:"ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد باكيًا من ذاك الموقف". تخيل معي لو أنك رأيت بهذه بهذه الهيئة شخصًا من أحبابك لو حملت أمك بين يديك أو لو حملت أباك أو ولدك أو حفيدك ليس أنه ميت فحسب بل وغير في هيئته مُثل بالجثة تخيلوا رسول الله وهو ينظر إلى أسد الله هو ينظر إلى حمزة بن عبد المطلب أتعرفون من هو حمزة هو أخ رسول الله بالرضاعة وهو عمه وكان قريبًا منه بالسن كان أكبر منه سنتين قريبًا أتعرفون من هو حمزة عندما أسلم حمزة رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عزة ومناعة بحمزة عزّ الإسلام بحمزة قبل أن يعز بعمر بن الخطاب أتعرفون من هو حمزة لم تكن قريش عرفت بإسلام حمزة بعد عندما شُتم النبي عليه الصلاة والسلام لما كان على جبل الصفا لم يكلم رسول الله من سبه أبو جهل وشتمه وكلمه بكلام قبيح فلم يكلمه النبي عليه الصلاة والسلام ونزل وعاد من الصفا. وكان حمزة من عادته أنه يذهب للقنص وكان يضع القوس وشاحًا في عنقه فجاء كعادته إلى مكة بعد أن أنهى قنصه وكان من عادته أنه يذهب إلى نادي قريش فأُخبر أن أبا جهل قد شتم ابن أخيه شتمًا قبيحًا فدخل أسد الله دخل حمزة بن عبد المطلب نحو أبي جهل ونزع القوس وشجه في وجهه وقال أتكلم ابن أخي بهذا وأنا أقول بما يقول وأنا على دينه وهنا تعجبت قريش حمزة حمزة حمزة الشجاع حمزة المقدام حمزة المشهور بالبسالة والكرم أسلم حمزة عرفت قريش أن محمدًا قد نال عزة ومناعة ونصرة بإسلام حمزة صار الناس يكلمون حمزة أتركت دينك يا حمزة فقال وما يمنعني أن أتبعه وقد ظهر لي حاله والله إني لأشهد أن كلامه الحق وأشهد أنه رسول الله. حمزة الأسد الذي كان مع النبي عليه الصلاة والسلام عندما دخل عمر بن الخطاب ليضرب رسول الله ولكنه أسلم أنذاك من كان مع رسول الله كان معه أسد الله حمزة تخيلوا معي حال النبي عليه الصلاة والسلام عندما رأى حمزة وقد مثل به هذا التمثيل وكانت صفية بنت عبد المطلب أخت حمزة كلما بكت على حمزة بكى رسول الله كلما بكت فاطمة بكى رسول الله. أه كيف طاوعتكم قلوبكم أن تخذلوا رسول الله يا من خذلتموه كيف طاوعتكم قلوبكم أن تتركوا الموقف الذي أمركم رسول الله أن تقفوا فيه كيف طاوعتكم قلوبكم أن لا تمتثلوا أمر رسول الله. ليتنا كنا معك سيد القائد والله أرواحنا فداك أبداننا فداك أهلونا فداك كلنا فداك نفديك يا رسول الله بكلنا. تخيلوا يا رسول الله لم تؤمن به قبيلته لم تؤمن به قريش لم يؤمن به أقربائه أعمامه أبناء أعمامه إذ ذاك الوقت كان قليل من أقربائه من آمن وكان من حمزة بن عبد المطلب حمزة بن عبد المطلب هو شهيد من شهداء الإسلام بكى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمنا ببكائه علمنا كيف نصبر فلم يكن بكاء النبي عليه الصلاة والسلام بإقتراف ما حرم الله عند اللحظة الأولى تخيلوا معي تلك اللحظة عندما رأى رسول الله حمزة وهو مبرع بالدماء لم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة الله صلى الله عليه وسلم حتى في تلك اللحظة بل ويروى أن النبي عليه الصلاة والسلام منع بعض النساء من رؤية حمزة حتى صفية وهي أُخت حمزة عمة النبي عليه الصلاة والسلام لكن لما بلغ النبي عليه الصلاة والسلام أن صفية صابرة محتسبة تريد الدعاء والوقوف عند جثته أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لها. هذا حال النبي عليه الصلاة والسلام عند فقدان من عزّ به الإسلام وأنتصر به الإسلام عند فقدان أخيه وعمه فقدان أسد من أُسود الله أطاع الله تبارك وتعالى. فكيف الحال بنا أحبتي إذا فقدنا أحبابنا أولادنا أخوتنا إذا فقدنا آبائنا وأجدادنا لا ينبغي أن يكون ذلك سببًا لنا بترك طاعة الله. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.