دموع الحبيب – طفل تخرج روحه بين يدي رسول الله – الحلقة 8
شارك هذا الدرس مع أحبائك
دموع الحبيب صلى الله عليه وسلم
الشيخ أحمد حلمي
أرسلت بنت للنبي صلى الله عليه وسلم تخبره أن ابنها يحتضر طفلا تخرج روحه بين يدي الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحابته حوله تخيّل ذلك الموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحمل ولده تجود به نفسه تخرج الروح عند تلك اللحظة.
يا دمعة سالت من العين التي تُفدى بروحي كي تراها مُقلتي قد نلتِ من خد النبي نصيبًا ما يرجوه صب مبتغًا باللهفة من قال لا تبكي الرجال وسيدي خير الرجال بكى دموع الخشية والليل يشهد بالصلاة دموعه بلّت لشكر الله شعر اللحية.
إلى كل إنسان فقد أبًا أو أمًا إلى كل شخص فقد ابنًا أو بنتًا إلى كل من فقد أخًا أو أُختًا حفيدًا أو حفيدة فكّر معي وتذكر أنّك لست الأول ولست الأخير وتذكر أنّ النبي عليه الصلاة فقد كثيرًا من أهل بيته كان لنبي عليه الصلاة والسلام سبعةٌ من الأولاد ثلاثة ذكور وأربع من الإناث كلهم ماتوا في حياته إلا فاطمة ماتت بعده عليه الصلاة والسلام.
تخيل معي أن النبيّ عليه الصلاة والسلام مات أبوه قبل أن يولد وماتت أمه وهو صغير فعاش حبيبي رسول الله يتيمًا كان الموت في حياة النبي عليه الصلاة والسلام كثير الحصول فإن كنت تظن أن الموت أن موت الأقارب قد شقى عليك فتذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام قد مات له كثير من الأهل.
أرسلت بنت للنبيّ صلى الله عليه وسلم تخبره أن ابنها يحتضر وأنها تريد قدومه ومجيئه إليها فأرسل إليها النبيُّ عليه الصلاة والسلام:"أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكلٌّ بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب".
قبل أن نُكمل نقف هنا وقفة قد يظن بعض السّامعين أن هذه القصة فيها شىء من الغرابة عرف النبي عليه الصلاة والسلام بإحتضار حبيبه ومع ذلك أرسل إليها أن تصبر وأن تحتسب رسول الله كان رقيق القلب كان عطوفًا رؤوفًا رحيمًا رسول الله كان كريم المعشر حبيبي رسول الله كان يساند أهله أهل بيته وكان يساندهم ويساعدهم وكان يلاطفهم ويوادهم ولكنه كان يعلم الأمة أيضًا ويعلمهم.
يعلمنا الصبر يعلمنا كيف لا نُغضب ربَّنا ولا نعصيه إذا ألمت بنا المـلِمات فلتصبر ولتحتسب فألحت عليه أن يأتيها وأقسمت عليه فجاءها النبيّ عليه الصلاة والسلام فلما أخذ النبي عليه الصلاة والسلام ذلك الطفل بين يديه وتخيل معي أخي المؤمن تخيلي أختي طفلا يتقعقع طفلا تخرج روحه بين يدي الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحابته حوله فنزلت دمعة الرسول عليه الصلاة والسلام بكى رسول الله فقال له بعض الصحابة: وأنت يا رسول الله أتبكي فقال النّبيّ عليه الصلاة والسلام:"يا ابن عوف إنها رحمة إنما يرحم الله من عباده الرحماء".ومما يروى أن النبي عليه الصلاة والسلام عندما فقد ابنه إبراهيم جادت به نفسه وهو بين يديه.
أحبابي حكاية القصص شىء سهل أحيانًا ولكن من ألمت به تلك الملِمة ونزلت به تلك الفاجعة يعلم معنى ذلك لكل من فقد قريبًا يُحبه تخيل ذلك الموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحمل ولده تجود به نفسه تخرج الروح عند تلك اللحظة عند الصدمة الأولى يقول عليه الصلاة والسلام:" إن العين تدمع وإنّ القلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربّنا إنّا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون إنّا لله وإنّا إليه راجعون".
هو الموت يا سادة هذا فراق الأحبة وهنا أحبتي يحضرني قول الله تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} لام ونون {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} لابد أن تُبتلى كل يوم كل يوم كل يوم وأنت تسعى في سعادة وأنت تسعى نحو فرح أنت تركض خلف دنيا ولكن الله تعالى أخبر في القرءان وخبره صدق وحق أننا سنبتلى{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ (أنظر إلى الباء ولفظة شىء) مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} البشرى من الله يا سادة البشرى من الله يا إخوان البشرى من الله يا أحباب: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} رددوها وقولوا نحن ملك لله نحن عبيد لله يا ربَّنا نسألك رحمتك يا ربَّنا نسألك عفوك ورضاك اللهم ربَّنا نسألك حسن الخاتمة ونسألك أن تحشرنا مع قائدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأن تشفعه فينا يا سادة الموت حق ولا مفر منه.
النّاس نوعان نوع قد زار الموت بيوتهم وآخرون لم يزر الموت بيوتهم بعد.
لنوع الأول أقول دائمًا رددوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون ودائمًا تذكروا الحبيب المصطفى محمّدًا عليه الصلاة والسلام وأنه فقد أكثر مما فقدتم بكثير ومع ذلك لم يكن ذلك سببًا لتقصيره ولا لتوانيه ولم يثنه ذلك عن الإستمرار بعمل الدعوة.
وأما الذين لم يزرهم الموت بعد فأقول لهم تحضروا تهيأوا فالموت إما أن يأتيك أنت بنفسك وإما أن يزور بيتك بأن يفقدك بعض أحبابك { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ }.