fbpx

دموع الحبيب – أكل النبي فبكى – الحلقة 4

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الصدقة ولا سيما في رمضان أفضل إنسان أفضل مخلوق أطهر قلب هو قلبه أتقى وأفضل وأعظم وأزكى وأرفع من خلق الله تعالى من الخلق هو محمد عليه الصلاة والسلام يخرج من بيته من جوع والنبي عليه الصلاة والسلام لم ينس آل بيته فطلب من أبي أيوب أن يأخذ شيئًا من هذا الخبز واللحم وأن يذهب به إلى فاطمة فإنها لم تر مثل هذا الطعام منذ أيام أكل النبي عليه الصلاة والسلام من هذا الطعام ثم بكى لماذا بكى رسول الله. يا دمعة سالت من العين التي تفدى بروحي كي تراها مُقلتي قد نلتِ من خد النبي نصيبًا ما يرجوه صب مبتغًا باللهفة من قال لا تبكي الرجال وسيدي خير الرجال بكى دموع الخشية والليل يشهد بالصلاة دموعه بلت لشكر الله شعر اللحية. أحكي لكم قصة تدلكم على الفرق بين حالنا وحال النبي عليه الصلاة والسلام لكن قبل ذلك أذكركم ألسنا نحن ممن يحب أن يأكل مما لذ وطاب نذهب من مدينة إلى أخرى لنزور مطعمًا لنأكل منه ما نحب نتابع في صفحات التواصل الإجتماعي الصور التي فيها المأكولات الغريبة والنادرة والتي لا نراها كل يوم يسافر الإنسان من بلد إلى آخر ليشتري اللباس الذي يحبه ويريده ويطلبه بيوتنا مزخرفة ومليئة بالأثاث الذي نحب ونغيره من الحين للآخر لا نقبل العيوب في بيوتنا فتجدنا نصلح كل خلل نصرف معظم وقتنا في اليوم ونحن نسعى نحو الرزق نحن نسعى إلى تجميع المال فكيف كان حال نبينا عليه الصلاة والسلام وكيف كانت الدنيا بالنسبة له يُروى أن النبي عليه الصلاة والسلام خرج ذات يوم من بيته فرأى أبا بكر وعمر وكان أبو بكر سأل عمر: ما الذي أخرجك قال: الجوع فقال أبو بكر والله ما أخرجني إلا ما أخرجك. فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سألاه ما أخرجك يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام:"ما أخرجني إلا الجوع" أفضل إنسان أفضل مخلوق أطهر قلب هو قلبه أتقى وأفضل وأعظم وأزكى وأرفع من خلق الله تعالى من الخلق هو محمد عليه الصلاة والسلام يخرج من بيته من الجوع بالله عليكم هل خرجنا ذات يوم من الجوع هل خرجنا ذات يوم من بيوتنا بسبب الجوع. هذا النبي عليه الصلاة والسلام إنطلق هو وصحابته إنطلق هو وأبو بكر وعمر نحو بيت أبي أيوب الأنصاري واسمه خالد بن زيد وأبو أيوب من الصحابة المشهورين وهو من الأوائل الذين نزل عندهم النبي عليه الصلاة والسلام لما هاجر نبينا من مكة إلى المدينة أستقبله أبو أيوب في بيته فيا سعادتك يا أبا أيوب يا فرحتك ويا هناك كان عندك أكرم ضيف ضيفك هو أفضل ضيف أكرم الأضياف قد جاءوا بيتك فأكرمهم. جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وكان أبو أيوب قد أعتاد عادة أن يهيئ للنبي عليه الصلاة والسلام طعامًا كل يوم فإذا جاء الرسول عليه الصلاة والسلام أكل منه وإذا لم يأت أطعمه أبو أيوب أهله في هذا اليوم جاء النبي عليه الصلاة والسلام إلى أبي أيوب في غير الوقت الذي كان يجيئه فيه فكان أبو أيوب في نخله أي لم يكن في الدار فأستقبلتهم زوجته فلما رأتهم فرحت بهم يا مرحبًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو أيوب أراد إكرام نبي الله وصاحبيه وأن يبالغ في ذلك يا ترى ما الذي أكلوه خبز ولحم وتمر وبسر ورطب خبز ولحم وتمر وبسر تمر لم ينضج بعد يقال له بسر ورطب والنبي عليه الصلاة والسلام لم ينس آل بيته فطلب من أيوب أن يأخذ شيئًا من هذا الخبز واللحم وأن يذهب به إلى فاطمة فإنها لم تر مثل هذا الطعام منذ أيام حبيبي رسول الله يتذكر آل بيته ويتذكر بنته لا تشغله الدنيا على أن يفكر في حال هؤلاء أكل النبي عليه الصلاة والسلام من هذا الطعام ثم بكى لماذا بكى رسول الله ينبغي أن نبكي نحن نحن الذين نسرف في هذه الدنيا في التنعم والملذات نحن الذين ننتقل من تنعم إلى تنعم آخر نحن الغرقى في التنعم نحن الذين ينبغي أن نبكي لماذا بكى رسول الله قال عليه الصلاة والسلام:" هذا من النعيم الذي تسألون عنه " أحبتي سنسأل يوم القيامة عن النعيم من أين حصلناه وفيما أنفقناه هذا النبي عليه الصلاة والسلام يبكي لأنه أكل شيئًا لا يتفاخر فيه الناس اليوم لا يعدونه من أنفس الطعام وأفخم المأكولات تخيلوا أنفسكم في شهر رمضان بالله عليكم هل تقبلون أن تأكلوا شتى أنواع الأطعمة على موائدكم وأنتم تعلمون أن أقاربكم وأن أهلكم يبيتون من غير إفطار هل ترضون على أنفسكم أن تأكلوا في بيوتكم وأن تدخروا الطعام ليوم غد ولما بعد الغد وأنتم تعلمون أن هناك من الناس من لا يجد ما يفطر عليه أليس ورد عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه ما كان يدخر شيئًا لغد والمفاجئة أن نبينا عليه الصلاة والسلام لم يكن فقيرًا أليس ربّنا عزّ وجلّ يقول:{وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} أي وجدك فقيرًا فأغناك الله عزّ وجلّ وهنا السؤال إن لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيرًا فلماذا عاش هذه الحياة وبهذه الطريقة وعلى هذا النحو وبهذه الهيئة. الجواب أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يؤثر الصدقة كان يتصدق ويتصدق ويتصدق إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس صدقات وقليل التنعم وكثير الخوف من الله وكثير الخشوع والتدبر وكثير العبادة قد طلق الدنيا لا يحب الدنيا ولم يعلق بها فأكل ما ذكرنا وصار يبكي. لماذا لا نبكي أحبتي ونحن مقصورون بأمر الصدقة هل تصدقنا كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. تقول السيد عائشة رضي الله عنها دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت وكان عندنا شاة والشاة نعجة أو خروف أو عنزة أو جدي أو تيس وكان النبي عليه الصلاة والسلام يعجبه الذراع الكتف وليس معناه أنه كان يتتبعه ويطلبه دائمًا إن وجده أكله فالسيدة عائشة تصدقت بكل الشاة وتركت الذراع فقال النبي عليه الصلاة والسلام:"ما فعلت بالشاة يا عائشة فقالت: يا رسول الله تصدقت بها ولم يبق منها إلا الكتف فقال عليه الصلاة والسلام: بل بقيت كلها إلا الكتف". ومعنى ذلك أن ما أكلناه فني وذهب أما ما تصدقنا به بقي والباقيات الصالحات والصالحات تبقى ويجد الإنسان أثرها يوم القيامة. أحبتي عند الإفطار أغمض عينيك وتخيل نفسك تأكل مع النبي عليه الصلاة والسلام هل كنت لتتنعم هل كنت لتنوع من صنوف الطعام كيف كنت لتأكل هل كنت ستأكل بنفس الطريقة التي تأكل فيها اليوم بعد النبي عليه الصلاة والسلام. أخي المؤمن وأختي المؤمنة فلنتخيل أنفسنا في زمن النبي عليه الصلاة والسلام هل كنّا لنكثر من هذا الطعام ونحن نعلم أنه يمكننا أن نذهب بشىء من الطعام إلى النبي عليه الصلاة والسلام رسول الله ليس بيننا ولكن تعاليمه بيننا فإن كنت ستذهب بطعامك إلى النبي عليه الصلاة والسلام لتطعمه شيئًا مما رزقك الله فاذهب بهذا الطعام وأطعمه للفقراء إخوانك تصدق به على المحتاج ولا تبخل بذلك على نفسك فرمضان هو شهر الصدقات وكان نبينا عليه الصلاة السلام أجود ما يكون في رمضان كان أجود بالخير من الريح المرسلة أي الريح المحملة بالمطر المطر ينبت الزرع والزرع تأكل منه الدواب والدواب يأتي منها اللحم كل هذا النعيم يأتينا من المطر فانظروا إلى الكرم الذي يحصل لنا بسبب المطر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود من المطر. كن جوادًا أخي المؤمن ولا تبخل على غيرك ولا تبخل على نفسك في شهر الكرم في رمضان.