دموع الحبيب
صلاة النبي
صلاة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
وكان له من كثرة بكائه صوت أزيز كأزيز المرجل يوم بدر وهي أُوول المعارك من أوائل الغزوات في تلك الليلة ويخبر أن كل الناس كانوا نيامًا قال ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى السيدة عائشة عندما سألها بعض الناس أخبرينا عن أعجب أحوال النبي عليه الصلاة والسلام فقالت:"كل حاله عجب ولكن من أعجب ما رأيت".
يا دمعة سالت من العين التي تفدى بروحي كي تراها مُقلتي قد نلتِ من خد النبي نصيبًا ما يرجوه صب مبتغًا باللهفة من قال لا تبكي الرجال وسيدي خير الرجال بكى دموع الخشية والليل يشهد بالصلاة دموعه بلت لشكر الله شعر اللحية.
كيف كانت صلاة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام صلاة فيها خشوع وتدبر وخوف من الله العظيم وتلاوة حسنة وصوت جميل ورسول الله يصلي.
يحكي لنا بعض صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام حال النبي عليه الصلاة والسلام أثناء الصلاة كيف كنتم لتظنون الرسول عليه الصلاة والسلام أثناء الصلاة نجد كثيرًا من الناس بل ونجد من أنفسنا أننا إذا دخلنا الصلاة نُشغل بأمور الدنيا عن صلاتنا نفكر في علائق الدنيا نفكر في العمل نفكر في الأهل نفكر في الدنيا نفكر في اللباس في المدرسة الجامعة نفكر بالمشاكل بالديون يشغلنا أي شىء من أمور الدنيا ولكن لا تشغل الصلاة قلوبنا لا نخشع ونتدبر في صلاتنا ولكن علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نتدبر في صلاتنا كيف نفكر بمعاني ما نقرأ كيف نتأنى ونتلو ونخشع ونذكر ونردد ونبكي في صلاتنا فيحكي بعض الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إثناء صلاته كان يبكي وكان له من كثرة بكائه صوت أزيز كأزيز المرجل والمرجل هو القدر الذي يُطبخ فيه إذا غلا الماء يصدر صوتًا يسمى الأزيز وهكذا كان صوت بكاء النبي عليه الصلاة والسلام في صلاته وهذا إن دلنا على شىء فإنما يدل على كثرة الخشوع أحبتي ما لنا نترك الصلاة ما لنا نبتعد عنها وإن صلينا فإننا نهمل الكثير منها نترك السنن ونقع في المكروه بل ووصل الأمر بكثير من شبابنا إلى ترك الصلاة.
انظروا إلى حال النبي واسمعوا معي إلى ما يرويه علي بن أبي طالب إذا كان عندك إمتحان في اليوم التالي قد تمضي ليلك كله في سهر وقلق وأرق لأجل إمتحان إن كان عندك حدث مهم حدث هام إحتفال مولد فرح مصيبة بلاء أمر عظيم يُقلقك كل الليل ويُرقك,
يوم بدر وهي أُوول المعارك من أوائل الغزوات في تلك الليلة يقول علي بن أبي طالب:"لم يكن هناك فارس فينا إلا المقتداد أما الباقون فكانوا راجلين ويخبر أن كل الناس كانوا نيامًا قال: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا تحت شجرة يصلي ويبكي.
ليلة بدر في ليلة بدر انظروا إلى حال النبي عليه الصلاة والسلام يصلي ويدعو ربّه يسأل الله ويطلب من الله ويبكي والناس نيام وأي الأمور التي تشغلنا تشغل أكثر من بدر.
يا أحباب ينبغي أن نشغل رمضان بالصلاة ينبغي أن نقيم الليل بالعبادة والصلاة فلنحرك أبداننا ولنحرك أبدان أولادنا وأهلينا ولنكثر من الصلاة ينبغي أن لا نقتصر على أداء الفرائض ينبغي أن لا نقتصر على الصلوات الخمس وهنا تنبيه أحبابي الشباب إياكم أن تأخروا أمر الصلاة إيّاك أن تقول سأقضيها فيما بعد فأخبرني هل من الذكاء أخي أن تصرف وقت شبابك وقوتك أن تصرف وقت همتك وطاقتك وصحتك وعافيتك في اللهو واللعب والدنيا وأن تجعل كبرك وهرمك وعجزك وضعفك لعبادتك وصلاتك ليس هذا من الذكاء وليس من الحكمة من اليوم سنغير هذا الأمر حبًا برسول الله فلننشط كلنا إلى المساجد ولننشط كلنا إلى أداء الصلوات ولنسارع فقد قال العلماء:" المجد في أمر الآخرة يصلي في اليوم أكثر من مائة ركعة". فينبغي أن نكون مجدين وأن نقتدي بحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي كانت الصلاة راحته ألم يقل لبلال:" أرحنا بها يا بلال" فلا ينبغي أن تكون الصلاة تعبًا ومشقةً بالنسبة لنا بل ينبغي أن تكون لذة وراحة وطُمنينة وسكونًا انظروا إلى السيدة عائشة عندما سألها بعض الناس أخبرينا عن أعجب أحوال النبي عليه الصلاة والسلام فقالت: كل حاله عجب ولكن من أعجب ما رأيت أنه دخل ذات يوم إلى حجرة السيدة عائشة ودخل في الفراش حتى ألتصق بدنها ببدنه فقال: يا عائشة ذريني أتعبد قليلا قالت: يا رسول الله أحب قربك أحب أن أكون قريبة منك يا رسول الله أحب قربك وأحب ما تهوى أحب ما يفرحك أحب ما يُسرك فقام النبي عليه الصلاة والسلام وتوضأ وصلى وتقول السيدة عائشة فبكىحتى ابتلت لحيته فبكى حتى ابتلى حجره فبكى حتى ابتلى التراب تحته". وهذا أتقى الناس وهذا أعبد الناس ما لنا لا نبكي في صلواتنا ما لنا نشغل في صلواتنا ولا نشغل بصلواتنا.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا القيام والصلاة والعبادة والتُقى ونسأله عزّ وجلّ أن يحبب الصلاة إلى قلوبنا كما حُببت إلى قلب النبي عليه الصلاة والسلام فإنها عامود الدين فإيّاك أن تفرط فيها أخي المسلم فإذا هانت عليك صلاتك فما الذي يعز عليك ولتارك الصلاة أقول انتبه من غضب الجبار انتبه من غضب الله فابك على ما فاتك.