fbpx

في بيت رسول الله – الدرس 2

شارك هذا الدرس مع أحبائك

برنامج: في بيت رسول الله الحلقة: 002 عنوان الحلقة: كرم رسول الله ﷺ أجود الناس، أجود الناس هكذا قال ابن عباس في وصفه سيدنا رسول الله ﷺ وكان عليه الصلاة والسلام أجود ما يكون في رمضان وكان أجود بالخير من الريح المرسلة أي من الريح المحملة بالمطر يأتي منها الماء ينبت بالزرع وتـأكل منه الماشية. سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام يعرف من كرمه الكثير لكن قبل أن نتكلم عن كرم نبينا عليه الصلاة والسلام فلنذكر شيئا من معيشته والآن نعرف السبب. أما في معيشة النبي عليه الصلاة و السلام فتقول السيدة عائشة: قُبض رسول الله ﷺ وليس في بيته ما يأكله ذو كبد إلا شَطر شعير في رفٍّ لي، سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام قال: أوذيت وما يؤذى أحد، والنبي عليه الصلاة والسلام كان ذاك في أول أمره قال وقد مر علي ثلاثون بين يوم وليلة وليس لي ولبلال ما يأكله ذو كبد إلا ما يواريه إبط بلال يعني شيء قليل لو وضع تحت إبط بلال لما ظهر ولاختفى. سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام بيته المبارك يمر عليه الشهر والشهران ولا يوقد في بيته نار وهل نعرف معنى ذلك؟ نحن الآن في أيام رمضان نفطر ونأكل ما لذ وما طاب أما الرسول عليه الصلاة والسلام فلم يكن يأكل ما يشوى وما يطبخ كل يوم بل كان يمر الشهر والشهران وكان طعامهم الأسودين: الماء والتمر. سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام ما أكل على خوان قط أي على شىء مرتفع ولا أكل الخبز المرقق الذي فيه من التنعم ما فيه، سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يشبع من خبز الشعير سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام يخرج وقد ربط على بطنه حجرين من الجوع، لمن لا يعرف سيدنا رسول الله ﷺ لما مات خرج من الدنيا كان درعه مرهونا عند يهودي وذلك لأنه استدان طعاما استدان رسول الله ﷺ ليأكل وجعل درعه رهنًا، لماذا؟ لماذا يا رسول الله لماذا استدنت لتأكل ونحن نفديك بأرواحنا وأجسادنا وأبداننا وأبنائنا وأمهاتنا يا رسول الله، هذه معيشة النبي عليه الصلاة والسلام أذكرها مع ذكري لآية قرآنية مشهورة يقول الله تعالى (ووجدك عائلا فأغنى). أحبابي في الله معيشة النبي ﷺ كانت عن اختيار من رسول الله ﷺ، فالله أغناه إلا أن رسول الله ﷺ آثرَ الصدقة، فإذا أردنا أن نقتدي برسول الله فلينظر كل واحد منا إلى حاله وإلى حال النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي قيل فيه ما كان يدَّخر شيئًا لغد ما كان يختبئ رسول الله ﷺ ما كان يخبئ الرسول ﷺ عنده خبيئة لشهر ولسنة كما يفعل الناس اليوم. سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام في مرض الوفاة كان قد جيء بشيء من الذهب بستة أو تسعة من الدنانير من الذهب فقال النبي عليه الصلاة والسلام وقد اشتد وجعه يسألها عن الذهب فقالت هي عندنا يا رسول الله فقال النبي عليه الصلاة والسلام تصدقي بها يا عائشة قالت السيدة عائشة فشُغلت به اشتغلت بمرض النبي عليه الصلاة والسلام، قالت فسألني بعد حين ماذا فعلت بالذهب؟ فقالت هي عندنا يا رسول الله فقال ائتني بها فأتته بها فوضعها في كفه الشريف فقال ما ظن محمد عند ربه وقد بات وعنده هذه، هذا نبينا عليه الصلاة والسلام وقد جاءت أم سلمة ورأت النبي عليه الصلاة والسلام في وجهه شيء من الحزن فظنت أن هذا بسبب الوجع وألم الموت فلما سألت أم سلمة عائشة رضي الله عنها عن سبب ذلك فأخبرتها أن سبب هذا الحزن هي تلك الدنانير التي كانت لا زالت في بيت رسول الله ﷺ ولم يُتصدق بها بعد. أحبابي في الله يذكر عن صدقة النبي عليه الصلاة والسلام وعن انفاقه وعن كرمه وعن جوده الشيء الكثير فقد كان من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام أنه ما سُئل شيئا قط فقال لا، ذات يوم جاء رجل يسأل كسوة يلبسها رسول الله ﷺ أعجبته فقال له النبي نعم وأعطاه كسوته، ذات يوم جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقول يا رسول الله أعطني، وكان النبي عليه الصلاة والسلام لا يملك فقال لا أملك، ليس عنده شيء ولكن اذهب إلى السوق وابتع عليّ أي يكون دينًا علي أنا أسده عندما أجد سعة، أنا أسد ذلك الدَّين فقام رجل من الصحابة فقال يا رسول الله لم هذا ما كلفك الله بهذا، فانزعج رسول الله ﷺ إلى أن قام بلال وقال يا رسول الله أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالًا، فقال عليه الصلاة والسلام بهذا أمرت. النبي عليه الصلاة والسلام أعطى رجلا ذات يوم غنمًا بين جبلين يملأ واديًا وهذا مال كثير ذهب هذا الرجل يقول لقومه لقد جئتكم من عند أكرم الناس إن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر لا يخاف من الفقر هذا حبيبنا رسول الله لماذا نخاف من الفقر؟ رسول الله ﷺ هو اختار هذه المعيشة لأنه آثرَ الصدقة. النبي عليه الصلاة والسلام كان يعطي زوجاته نفقة سنة ومع ذلك كن يتصدقن. رسول الله ﷺ لم يكن أغنى الناس ولكنه كان أكرم الناس. فالكرم هو شيء في الصدر هو شيء في القلب هو كرم القلب الذي ينبغي أن نتحلى به وأن نتخلّق به إخوة الأيمان وما أحوجنا للكرم في هذه الأيام ما أحوجنا للتصدق في هذه الأيام، كيف نتلذذ بالطعام وهناك من لا يجد ما يأكل وكيف نتلذذ بأنواع الشراب وهناك من لا يجد شرابًا يسد الرمق. علينا أن نقتدي برسول الله ﷺ في كل أيامنا وفي كل أحوالنا وفي كل أوقاتنا لكن ضيق الحال يدفعنا إلى المزيد والمزيد من الاقتداء برسول الله ﷺ لاسيما وأن تلك الأيام حصل فيها ضيق وحصل غلاء قالوا يا رسول الله غلت الأسعار فسعر لنا فقال النبي عليه الصلاة والسلام إن الله هو المسعر ولم يقبل رسول الله ﷺ أن يُسعّر لهم إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام أرشدهم لحال العيش الحسن كيف يعيشون حالة يرضاها الله تبارك وتعالى وكيف يؤثرون غيرهم على أنفسهم. نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا الكرم والجود وأخلاق نبينا عليه الصلاة والسلام وأن يرزقنا الكثرة من الصدقة ومن الخير في رمضان وفي غير رمضان.