fbpx

في بيت رسول الله – الدرس 3

شارك هذا الدرس مع أحبائك

برنامج: في بيت رسول الله الحلقة: 003 عنوان الحلقة: مشي رسول الله ﷺ في مشية رسول الله ﷺ يقول الصحابي الجلي أبو هريرة رضي الله عنه ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله ﷺ كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع من رسول الله ﷺ كأن الأرض تطوى له إنا لنجهد أنفسنا وإنه غير مكترث. بهذا نبدأ الكلام عن مشية نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام لعلنا نتخيل أمامنا كيف لو مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم. في ذلك يقول أبو هريرة ما رأيت أحدا أسرع من رسول الله ﷺ كأن الأرض تطوى له أي تختصر إنا لنجهد أنفسنا نتعب أنفسنا بالإسراع وإنه لغير مكترث ليس معناه أنه لا يبالي بنا أو لا يحبنا أو لا ينظر في شأننا بل معناه لا يجهد نفسه لا يكترث ليس بمكترث لا يجهد نفسه يعني هذه سجيته وهذه طبيعته وهذه عادته أن يمشي مشية سريعة. يقول ابن عباس رضي الله عنه في وصف مشية رسول الله ﷺ كان إذا مشى مشى جميعًا كله ليس فيه كسل ويقول بعض الصحابة في وصف النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب ومعنى ذلك يتكفأ تكفؤا أي يندفع إلى الأمام مشية النشاط ومشية الهمة يندفع إلى الأمام كأنما ينحط من صبب معناه كأنه ينزل من مكان مرتفع وعادة الذي ينزل من مكان مرتفع يكون اتجاهه نحو الأمام وتكون مشيته سريعة وكان النبي عليه الصلاة والسلام كما وصفه الإمام علي إذا مشى تقلع تقلعا ومعنى ذلك أنه كان يرفع قدمه ثم يعيدها إلى الأرض فكان يرفعها، ولا يتركها تمشي على الأرض مشية أهل الكسل أو مشية المتكبرين بل كانت مشية النبي عليه الصلاة والسلام مشية سريعة مشية أهل الهمة والنشاط فكان يرفع قدمه عن الأرض ثم يضعها ويرفع قدمه ويضعها هكذا كانت مشية حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما في شأن مشيته مع أصحابه فقد ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب أن يكون صحابته أمامه وكان يقول امشوا أمامي واجعلوا خلفي للملائكة أو وخلوا ظهري للملائكة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تواضعه عليه الصلاة والسلام، الملوك يتقدمون الحشم والحرس وأما رسول الله ﷺ فيتأخر عن صحابته في مشيته وإن دل هذا على شيء فيدل على حسن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وأنه نعم القائد ينظر إلى حال أصحابه يمشون أمامه حتى ينصح ويوجه ويعلم ويرشد ويدل. النبي عليه الصلاة والسلام كله بركة وكل أحواله بركة ومشيته بركة مشى وحده بركة أو مشى مع صحابته بركة ومما يذكر من آداب الوحي أنه يسن للإنسان أن يسلم على من يعرف وعلى من لا يعرف هذا لما ورد في عدة من حديت رسول الله ﷺ فقد جاء رجل فقال يا رسول الله أي الإسلام خير يعني أي خصال الإسلام أفضل فقال عليه الصلاة والسلام أن تطعم الطعام وأن تسلم على من تعرف وعلى من لا تعرف هذا يدل على التواضع ويدل على الانكسار كما فيه من بشاشة الوجه واللطافة وحسن المعشر ما نأخذه من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ومن آداب ذلك أيضا أن الإنسان لا يمشي في نعل واحدة فقد نهى عن ذلك رسول الله ﷺ ومعنى ذلك أنك إذا أردت أن تلبس الحذاء والنعل فالبسهما معا ولا تمشِ في نعل واحدة لأن ذلك قد يؤثر على المشي فلربما تضطرب المشية فيؤدي ذلك إلى الأذى قد نهانا رسول الله ﷺ أن نمشي في نعل واحدة، وأما في الانتعال في لبس النعل فقد أمر النبي ﷺ أن نبدأ باليمنى انتعالا وأما في النزع يعني في خلع النعل فأن نبدأ باليسرى وبهذا تكون اليمنى أولهما لبسا وآخرهما نزعا فنبدأ بلبس اليمين وننتهي بها في النزع وكذلك نهى رسول الله ﷺ أن ينتعل الإنسان قائما فأرشد عليه الصلاة والسلام وهو نعم المرشد أن يقعد الإنسان اثناء انتعاله إلا إن كانت هناك حاجة ولذلك قال بعض العلماء إنما نهى النبي ﷺ عن الانتعال قائما لأن ذلك قد يؤدي إلى انقلاب الإنسان فقد ينقلب وقد يؤذي نفسه وقد يؤذي غيره وهذا كله من الخير الذي علَّمَناه رسول الله ﷺ وكذلك من آداب المشي إماطة الأذى عن الطريق وكانت هذه سنة نبينا عليه الصلاة والسلام في أثناء مشيه وعد ذلك من الصدقات فقال وإماطة الأذى عن الطريق صدقة وقال عليه الصلاة والسلام الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. نسأل الله تبارك وتعالى من خير ما سأل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ونستعيذ بالله من شر ما استعاذ منه حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام.