fbpx

في بيت رسول الله – الدرس 9

شارك هذا الدرس مع أحبائك

الحلقة: 009 عنوان الحلقة: صحابة رسول الله ﷺ دلهم على ما ينجيهم من عذاب الله، فأسهروا عيونهم لأجله، هم صحابة رسول الله ﷺ، كثيرا ما نسمع عن حب الصحابة للرسول لكن لماذا لا نسمع عن حب الرسول للصحابة، رسول الله ﷺ كان نِعم الصاحب وكان نعم الرفيق وقد علمنا معنى الصحبة، يقول النبي عليه الصلاة والسلام “رحم الله أبا بكر زوجني بنته وحملني إلى دار الهجرة وأعتق بلالا من ماله ما نفعني مال في الإسلام ما نفعني مال أبي بكر، رحم الله عمر يقول الحق ولو كان مُرا لقد تركه الحق وما له من صديق، رحم الله عثمان تستحيه الملائكة، رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار” انظر إلى رسول الله ﷺ وإلى طيب كلامه يترحم على صحابته الكرام يقول رحم الله أبا بكر زوجني بنته مع أن النبي عليه الصلاة والسلام هو صاحب الشرف فأبو بكر هو من تشرف بأن تزوج النبي من بنته عائشة وحملني إلى دار الهجرة وذلك لما جاء أبو بكر يستأذن رسول الله ﷺ في الهجرة فقال له رسول الله ﷺ “يا أبا بكر انتظر لعل الله يجعل لك صاحبًا” فاستشعر أبو بكر أنه هو، ثم لما جاءه النبي عليه الصلاة والسلام يقول له الهجرة يا أبا بكر، قال له أبو بكر لي ناقتان أعطيك إحداهما وآخذ الثانية فقال عليه الصلاة والسلام نعم ولكن بالثمن، لأن الرسول أراد أن يهاجر ببدنه وبماله ومع ذلك انظر ماذا قال وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالًا من ماله ما نفعني مال في الإسلام ما نفعني مال أبي بكر، وقد كان معروفا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال مرة على المنبر ما منكم من أحد له يد عندنا إلا كافأناه كل أحد أكرمنا كل أحد أجمل جميلًا معنا فعل معروفًا نحن أكرمناه رددنا المعروف قال عليه الصلاة والسلام إلا أبا بكر، أسأل الله أن يكافئه يوم القيامة، فبكى أبو بكر بأبي هو وأمي رسول الله ﷺ هم يتشرفون بالاقتراب منه، وهو يكافئهم وهو يمدحهم، رسول الله ﷺ مرة نادى أبا بكر فأقعده قربه عن يمينه ونادى عمر فأقعده قربه عن يساره وأخذ بيديهما وقال هكذا نبعث يوم القيامة، هم صحابته وهم أحباؤه، قيل يا رسول الله من أحب الناس إليك فقال عائشة قيل له ومن الرجال فقال أبوها، رسول الله ﷺ يسأل عن صحابته ويحبهم ويتفقدهم ويعودهم ويزورهم ويقضي حوائجهم ويبتسم لهم ويسمع أحزانهم ويعلمهم ويرشدهم ويدلهم، رسول الله ﷺ جاءه يوما رجل يقال له سلمان وهذا سلمان لم يكن آمن بعد، إلا أنه أراد أن يتأكد من صدق الخبر الذي أُخبر بنبوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وكان قد قرأ شيئا في الكتب القديمة عن وصف وحال نبي آخر الزمان فجاء سلمان بشيء من الطعام ودخل عند رسول الله ﷺ، قال يا رسول الله هذا صدقة لك قال النبي عليه الصلاة والسلام فإنا لا نأكل الصدقة، ووزعها رسول الله ﷺ أعطاها لمن أعطاها، فقال سلمان هذه الأولى ثم جاء في اليوم الثاني وقدم للنبي عليه الصلاة والسلام طعاما وقال هذه هدية لك يا رسول الله فنادى رسول الله صحابته وقال كلوا وأكل معهم، إذ إن رسول الله ﷺ يأكل من الهدية ولا يأكل من الصدقة، فوعاها سلمان وكان ينتظر الثالثة، وهي أن يرى خاتم النبوة بين كتفي رسول الله ﷺ، فنظر رسول الله ﷺ إلى سلمان وأشار له أن استدر فاستدار سلمان فأسدل النبي عليه الصلاة والسلام رداءه فرأى سلمان خاتم النبوة بين كتفي رسول الله واعتنق الإسلام وتشهد شهادة الحق، وكان سلمان عبدا لليهود وهنا تظهر صحابة النبي عليه الصلاة والسلام، الرسول عليه الصلاة والسلام أمر سلمان أن يشارط أسياده وأصحابه على شيء حتى يدفعه لهم ليصير حرا، تغرس كذا وكذا من النخل فإذا أثمر يُخرج شيئًا من الثمر فإذا بلغ كذا وكذا يصير سلمان حرا، إلا أن سلمان استكثر هذا الأمر هذا شيء كثير كيف يفعله سلمان كيف يغرس كل هذا النخل وكيف يأتي بكل هذا الثمر ماذا يفعل سلمان يا ترى، هو صاحبه ورفيقه هو رسول الله ﷺ غرس له النخل بيده نخلة نخلة وأثمرت نخلات سلمان من عامها تلك إلا نخلة واحدة كان قد غرسها عمر، فوقف عندها رسول الله ﷺ يسأل عن شأن تلك النخلة فقال عمر أنا غرستها يا رسول الله، فنزعها رسول الله وأعاد غرسها، فأثمرت النخلات من عامها تلك وجمع سلمان ما ظهر من تلك الثمر، قال فوجدته كما أمرني رسول الله ﷺ أن أشارط أسيادي فعتق سلمان وصار حرا ببركة رسول الله ﷺ، هذا عمر يقول الحق ولو كان مرًا لقد تركه الحق وما له من صديق، هذا عمر لما مات واجتمع الناس حول قبره قال الناس سمعنا رجلا خلفنا ينادي ويقول ألا أشهد رسول الله ﷺ يقول جئت أنا وأبو بكر وعمر دخلت أنا وأبو بكر وعمر خرجت أنا وأبو بكر وعمر قال فالتفتنا فإذا هو علي، رسول الله ﷺ علمنا كيف تكون الصحبة علمنا كيف يحب الصاحب لغيره الخير الكثير لذلك علينا أن لا نختار صاحبا إلا من دلنا على الخير، اختر أصحابك من لا يخجل أن يقول لك أخطأت حيث تخطئ من لا يتردد أن يظهر عيبك حتى تحسن من نفسك، فهذا رسول الله ﷺ علمهم وأرشدهم ودلهم كانوا شر الناس فصاروا أعلام الهدى ومشارق النور في الأرض، وهذا أبو بكر الصديق يضرب ضربا شديدا حتى دمي وجهه فما يعرف أنفه من وجهه فيدخل عليه رسول الله ﷺ يقبله، يقبله رسول الله ﷺ يعوده ويزوره وأبو بكر يقول بأبي أنت وأمي يا رسول الله بأبي أنت وأمي يا رسول الله، علمهم بحاله وبمقاله فأحبوه في حياته وبعد مماته فسلكوا منهجه ونصروا دعوته ونشروا كلامه، بعد أن مات محبة به، فهذا رسول الله ﷺ كان كثير التواضع وكان كل من كان حوله يظن من نفسه أنه الأقرب لرسول الله، والدليل على ذلك ما حصل مع عمرو بن العاص حين قال يا رسول الله من أفضل أنا أم أبو بكر فقال النبي أبو بكر، قال يا رسول الله من أفضل أنا أم عمر فقال النبي بل عمر فخجل عمرو بن العاص، لكن ما الذي دفع عمرو بن العاص أن يسأل رسول الله هذا السؤال، إنما دفعه إلى ذلك شدة اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام وشدة لطفه لمن حوله، حتى يظن الواحد من صحابة الرسول أنه الأقرب إلى رسول الله ﷺ من شدة ملاطفته بهم، هكذا رسول الله ﷺ، نعم منه تعلمنا الصحبة، ولذلك يقال المسلم مرآة أخيه، ومعنى ذلك أي أن الإنسان لا يحب المرآة أن تخفي عيبه إنما يحب المرآة أن تظهر العيب حتى يزيل ذلك العيب، حيث إنه إذا ظهر للناس ظهر منه الحسن فينبغي أن نكون مرآة لبعضنا البعض أن ندل بعضنا على الخير أن نبتسم لبعضنا البعض وأن ننصح بعضنا البعض وأن نتواضع لبعضنا البعض، وأن لا نتكبر على بعضنا وأن لا نحقد على بعضنا وأن لا نغتاب بعضنا وأن لا نكذب بعضنا وأن نكون نعم العون وأن نكون يدا واحدة وأن نكون متحابين وأن نكون دالين على الخير وأن نكون مفاتيح للخير وأن نكون مغاليق للشر لا أن نكون أعداء لا أن نتشتت كما حصل فهذا رسول الله ﷺ في يوم وفاته في يوم الاثنين أسدل الستار فرأى صحابته يصلون خلف رجل واحد صلاة الفجر فابتسم رسول الله ﷺ رأى أمته مجتمعة هذا ما يحبه منا رسول الله ﷺ، لذلك ينبغي أن تصاحب من يسحبك للجنة لا من يأخذك للنار، فالصاحب ساحب إما إلى الجنة وإما إلى النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.