fbpx

في بيت رسول الله – طهور رسول الله

شارك هذا الدرس مع أحبائك

برنامج: في بيت رسول الله عنوان الحلقة: طهور رسول الله ﷺ يقول سيّدنا رسول الله ﷺ الطُّهور شطر الإيمان أي نصفُه. فكان النبي صلى الله عليه وسلّم يحب الطّهارة ويحبّ أن يكون متطهّرًا لكن يسأل بعض الناس عن بعض النظافات كيف كان رسول الله وما الذي علّمه للأمّة فنقول الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أرشد أمّته لسنن تسمّى بسنن الفطرة من هذه السّنن مثلًا قصّ الشارب وإعفاء اللّحية فقد كان النبيّ ﷺ يحبّ للرجل إعفاء اللّحية أي أن تكون لحيته كثيفة وكان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يحبّ للرجل أن لا يطول شاربُه بحيث ينزل إلى داخل الشّفة وكان من السّنّة أن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يقصّ شاربه على سِواك، بمعنى أنه يضع السّواك فوق الشّارب. فكان يقصّ ما تحت ذلك وهذا من الفطرة. وكان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يحثّ على المضمضة والاستنشاق وهذا يدلّ على نظافة الفم ونظافة الأنف. كما وحثّ رسول الله ﷺ على غسْل البرَاجم والمراد بالبراجِمِ عُقَدُ الأصابع فالرّسول عليه الصلاة والسّلام إنما أمر الناس بذلك لأن هذه المواطن تكون مواطن اجتماع الوسخ. فالنبي عليه الصلاة والسّلام حثّ على التنظّف وإزالة الوسخ والقذر ويُلْحَق بذلك ما يكون في الأذن وما يكون في غير ذلك. وكذلك من الفطرة قصّ الأظافر فكان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يحبّ قصّ الأظافر. ويذكر عدد من العلماء استحباب ذلك في ليلة الجمعة أي الليلة التي تتقدّم على يوم الجُمُعة فتكون قبلها. والنبيّ عليه الصّلاة والسّلام كان يكره إطالة الأظافر وكان يكره ذلك مزيدًا من الكراهة إذا كان زاد على الأربعين يوْمًا. وكذلك من الفطرة نتفُ الإبط أي إزالةُ الشّعر الذي يكون في الإبط وذلك لأنَّ عدم َإزالته تزيد من العرق وتزيد من الوسخ وهذا كلّه ورد عن نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام أنّه فعله. كما أمرنا الرّسول عليه الصّلاة والسّلام بالسّواك وحثّ على ذلك كثيرًا وهذه الأمور كلّها ذكرت في حديث واحد للرّسول عليه الصّلاة والسّلام وتُعْرَفُ هذه الأمور بسُنَنِ الفِطْرة. أمّا السّواك فكان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يُديم ويُكْثِر من استعماله وكان يقول: صلاةٌ بسواك خيرٌ من سبعين بلا سواك. وكان عليه الصّلاة والسّلام يقول: لوْلا أن أشُقَّ على أُمّتي لأمرْتُهم بالسّواك عند كلّ صلاة. ولو نظر الواحد اليوم في أيامنا هذه لرأى الناس ينظفون أسنانهم مرّتيْن أو ثلاثًا في اليوم. وأمّا الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فحثّنا على استعمال السّواك أكثر من ذلك بكثير. فَيُسَنّ استعمال السّواك عند دُخول البيت وعند إرادة الصّلاة وعند الوضوء وعند الغسل وعند الغضب وعند غير ذلك من مواطن عديدة ذكر النبيّ عليه الصّلاة والسّلام أنّه يُسنّ فيها استعمال السّواك أو استعمل هو السّواك في تلك المواطن. ويقول النبيّ عليه الصّلاة والسّلام : السّواك مطْهَرَة للفم مرْضاة للرّبّ فكان النبي عليه الصّلاة والسّلام يحبّ لنفسه ولغيره استعمال السّواك وذلك لأنّه ينظّف الفم ويطيّب الرّائحة ويُبيِّض الأسنان ويشُدّ اللَّثة ويُقوّي الجسد ويُذكّر بالشّهادتيْن عند الموت وما أحلاها من فضيلة. ما أحلاها من نعمة أن يكون الإنسان ءاخر كلامه لا إله إلا الله محمّد رسول الله وهذا يكون بسبب استعمال السّواك. وكذلك نهانا النبيّ ﷺ عن تنجيس البدن ومما يُخَصُّ بالذِّكر نهْي النبيّ صلى الله عليه وسلّم عن تلْويث البدن بالبوْل فقال: استنزهوا من البوْل فإنّ عامّة عذاب القبْر منه. فمن الفطرة الاستنجاء والاستنجاء يُراد منه إزالة النّجاسة إزالة القذر عقِبَ قضاء الحاجة. وليس في ذلك خجلٌ أن يتعلّمه الإنسان أو أن يُعلّمه لغيْره. فالرّسول عليه الصّلاة والسّلام كان إذا قضى حاجته استنجى وعلّم صحابته الاستنجاء وفي هذا نظافة معروفة للبدن كما وفيه قطع للرّائحة الخبيثة. وكان النبيّ ﷺ أرشد الأمّة إلى ترك البوْل قائمًا. فكان عليه الصّلاة والسّلام يبول قاعدًا وكان ينْهى عن البول قائما إلا ما حصل منه عندما أُصيبَ بمرضٍ فبالَ قائمًا فكان ذلك للحاجة ولتعليم الأمّة أنّ ذلك جائز ولكنّه مكروه. والنبيّ عليه الصّلاة والسّلام أرشد الأمّة إلى قطع الأذى عن الجسد وسَنَّ في ذلك سُننًا كثيرة كما وأوْجَبَ على الأمّة واجبات. فإزالة الأذى عن البدن عَقِبَ البوْل أو الغائط يكون واجِبًا بحيث لا يلوّث الإنسان نفسه بالنّجاسة، فإذا وجد الماء استنجى بالماء وإذا لم يجدِ الماء فالنبيّ عليه الصّلاة والسّلام أرْشدنا إلى استعمال الحجر أو ما يقوم مقام الحجر في إزالة النّجاسة وهذا فيه أيْضا من النّظافة الشّديدة فإنّ النبيّ عليه الصّلاة والسّلام لم يُرَخِّصْ لنا إذا لم نجد الماء أن نترك الاستنجاء بالكُلِّيّة بل أمرنا بالاستنجاء بطريقة تمنع من انتشار النّجاسة وتمنع من استمرار القذر. وكان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يرْشدنا لبعض السّنن فمن هذه السّنن أن يكون استنجاء الإنسان بيَسارِهِ وأن لا يَدْخُل مكان قضاء الحاجة برجْلِهِ اليُمْنى بل يكون دُخوله برِجْلِهِ اليُسْرى وخُروجه باليُمْنى. وكان النبيّ عليه الصّلاة والسّلام علّمنا ما يُقال عند دُخول الخلاء وعند الخُروج منه. فيقال عند الدّخول: اللّهمّ إنّي أعوذ بكَ من الخُبُث والخبائث وعلّمنا عند الخروج أن نقول: غُفْرانك الحمْدُ لله الذي أذهب عنّي الأذى وعافاني. وبهذا نلاحظ إخوة الإيمان أنّ أحوال النبيّ ﷺ كلَّها تكون في عِبادة. إذا قضى حاجته حوّل ذلك إلى هيئةٍ يتعبّد بها لربّه وإذا لبِسَ اللّباس جعل ذلك طاعةً لربّه وإذا أكل الطّعام أو شرِب الشّراب تقرّب بذلك لربّه فما أحلاها من سيرة وما أحلاها منْ سُنن وما أحلاها منْ عادات وما أحْلانا أنْ نقتدي برسول الله ﷺ في كلّ ما أرْشدنا إليه وبهِ وآخرُ دعْوانا أن الحمْدُ للهِ ربِّ العالمين.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp