fbpx

8 :كلمات راقية – الحلقة

شارك هذا الدرس مع أحبائك

هل أنت من المتواضعين الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله أهلًا وسهلًا ومرحبًا بكم في حلقةٍ جديدة من برنامجنا التواضع للناس أولًا ما هو التواضع؟ التواضع هو ترك الترفع على الغير ،التواضع هو ترك الترفع على الناس وقد ورد أن النبي ﷺكان يحمل ابنته زينب عليه السلام حتى وهو في الصلاة كان يحمل ابنة ابنته زينب وهذا من شدة تواضعه عليه الصلاة والسلام ومن شدة رحمته بخلق الله تبارك وتعالى وهكذا شأن الأنبياء كل الأنبياء كانوا متواضعين مع ما لهم من جاهٍ عظيم عند الله كانوا أشد الناس تواضعًا وكان نبينا وحبيبنا وعظيمنا محمد ﷺ يحلب شاته بيده ويخصف نعله بيده أي يصلحه ويرقع ثوبه وفي مهنة بيته من شدة التواضع ما ورد أنه كان يكنس بيته لكن كنس البيت في معنى هذا وهذا من كمال التواضع صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله. السيدة عائشة سُئِلت ماذا كان يفعل رسول الله في البيت؟ عندما يكون رسول الله في البيت أفضل خلق الله عندما يكون في البيت ماذا كان يفعل هذا كان السؤال. ماذا كان الجواب السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:”ما يفعل الرجل في بيته”. هذا جواب من؟ السيدة عائشة عن من؟ عن سيدنا محمد ﷺالتي قالت:” كان يكون في مهنتي في مهنة أهله” أي في خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة” فإذًا الأنبياء من أول نشأتهم تعودوا على التواضع لذلك كل نبيٍ كان سبق له رعي الغنم، رعية الغنم تمرن صاحبها على الصبر على التعب بتعرفوا لأن الغنم كثيرة التفلت هذه تفلت إلى هنا وهذه تفلت إلى هنا فالرجل يتعب في رد هذه إلى هنا وهذه إلى هنا فقبل النبوة ينشأ النبي على التعب والتواضع في خدمة الخلق لأن الأنبياء جامعون لأوصاف الكمال من الرحمة ولين الجانب والدؤب على السعي في مصالح الناس لذلك علق قلبك بالأنبياء واعمل جاهدًا على أن نقتدي بهم وأن نعمل مثلما كانوا يعملون في معاملتهم مع الناس وقد أحب رسول الله ﷺ أن يكون في الدنيا مع المتواضعين وأن يحشر يوم القيامة مع المتواضعين وقد طلب من الله تعالى أن يحشر في زمرة المتواضعين وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة وكان يعود المريض ويجيب من دعاه من غني أو فقير ودني وشريف ولا يحقر منن يا سلام ولا يدع أحد يمشي خلفه وكان يأمر بالرفق ويحث على العفو والصفح ومكارم الأخلاق أليس قال عليه الصلاة والسلام:”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” فالتواضع التواضع التواضع التواضع مطلوبٌ مع الكبار والصغار والأغنياء والفقراء لوجه الله تعالى التكبر مذموم التكبر لا يحبه الله التكبر المذموم في وجه المؤمن وغير المؤمن لأن الأنبياء لما دعوا الكفار إلى الدين ما كانوا متكبرين عليهم لأنهم لو كانوا متكبرين عليهم في وجوه الكفار لنفروا عنهم وأحوال النبي عليه الصلاة والسلام وغيره من الأنبياء تدل على ذلك ما كان الأنبياء ليكونوا متكبرين لأن التكبر هو رد الحق والحق مع الأنبياء والناطق بالحق ليس متكبرًا بالفعل الذي ينطق بالحق لا يكون متكبرًا فإن التكبر شأن الكافرين فالتكبر صفةٌ مذمومةٌ مع المتواضع وغير المتواضع يعني ليس الأمر كما يقول بعض الناس “التكبر على متكبر صدقة” هذا كلام باطل غير صحيح بل التكبر صفة مذمومةٌ رب العالمين لا يحب هذه الصفة المذمومة الله تعالى يحب المؤمن المتواضع ويكره المتكبر كل من له درجة عالية عند الله تعالى يكون متواضعًا من الآخر كل من له درجة عالية عند الله تعالى صفته التواضع وصفته أيضًا من الصفات التي يحبها الله تعالى العُجب يعني ترك العجب من صفات الصالحين ما هو العُجب؟ العجب هو شهود العبادة صادرةً من النفس غائبًا عن المنة يعني أن ينظر العبد إلى محاسن أعماله أنها صادرةٌ من نفسه غائبٌ عن شهود أنها نعمة منة من الله عليه يعني إذا الإنسان عمل حسناتٍ كثيرة لا ينظر إلى نفسه بعين التعظيم اليوم تصدقنا وصلينا وصمنا وفعلنا كذا فينظر إلى نفسه بعين التعظيم لما فعل من الأعمال الحسنة وينسى منة الله عليه بأن الله تعالى هو الذي وفقه لهذا العمل هو الذي أعانه هو الذي أقدره على هذا العمل أفرح بالحسنة نفرح بالطاعة ولكن إيّاك أن تنظر بعين التعظيم وتنسى منة الله عليك تنسى بأن الله تعالى هو الذي أقدرك وأعانك على هذه الطاعة على هذا العمل ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد فتذكر أن الطاعات التي تقوم بها منة من الله عليك ولكن من فرح بالحسنة لا يكون قد خالف شريعة الله تبارك وتعالى فإذًا التواضع ترك الترفع على الغير ليس كل غنيٍ متكبرًا وليس كل فقيرٍ متواضعًا فإذًا من تأمل في أحوال الصالحين والصحابة الذين اتبعوا رسول الله ﷺاتباعًا كاملًا ومن بعدهم علم أنهم كانوا متواضعين وأنهم لم يكونوا مترفعين على الناس نسمع للإمام الشافعي،الإمام الشافعي رضي الله عنه الذي مضى على وفاته ما يزيد على ألفٍ ومائتان سنة رضي الله عنه وقال عنه رسول الله أو قال الرسول حديثًا فسر بالإمام الشافعي رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام:” لا تسبوا قريشًا فإن عالِمها يملأ طباق الأرض عِلمًا “نظر العلماء في هذا الحديث الرسول ماذا قال؟ “لا تسبوا قريشًا فإن عالِمها” أي هذا العالم من قريش “يملأ طباق الأرض عِلمًا” أي ينتشر علمه في الشرق والغرب فنظروا في علماء المذاهب الأربعة أبو حنيفة ليس من قريش والإمام مالك أيضًا ليس من قريش أحمد بن حنبل كذلك ليس من قريش بقي الإمام الشافعي رضي الله عنه كان من قريش ففسر هذا الحديث بالإمام الشافعي رضي الله عنه الذي قال أو كان حاله أنه لا يجادل إنسانًا وهو مترفعٌ عليه إنما كان يبغي حين جداله لإنسان الوصول لإظهار الحق وحصل أن رجلًا كان من اليهود في المدينة عامل الرسول ﷺبدينٍ إلى أجل ثم جاء هذا الرجل قبل حلول هذا الأجل فقال” يا بني عبد المطلب إنكم قومٌ مطلٌ ” أي تماطلون الدين ومطل الغني هذا تأخير دفع الدين هذه المماطلة لمن كان غنيًا ليس له أن يماطل في رد الدين مع المقدرة على أن يرد الدين هذا الرجل ماذا قال للرسول إنكم قومٌ مطلٌ أي تماطلون الدين في رد الدين ،فالرسول لم يعنفه ولا أظهر الغضب منه فلم يعامله الرسول بالمثل انظروا إلى سيدنا محمد ﷺ لم يعامله بالمثل رجاء إسلامه ولو رد النبي عليه لم يكن ظالمًا لأنه افترى على النبي ﷺ ثم النبي عليه الصلاة والسلام أمر بوفاء دينه على وجه الإحسان، دفع له زيادة فقال الرجل:أشهد ان لا اله الا الله وأشهد انّ محمّدًا رسول الله” لولا تواضع الأنبياء من أين يستفيد منهم البشر هذه الفائدة التي هي سبب السعادة الأبدية يسبون فيقابلون الإساءة والإهانة بالإحسان هذا لتواضعهم هذا رسول الله ﷺ لم يكفهر بوجه هذا اليهودي الذي أهانه من ذم الرسول وذم عشيرته لأن كلام هذا الرجل شاملٌ للرسول ولعشيرة الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام كأنه قال يا محمد أنت وعشيرتك تماطلون الدين لذلك لما رأى من النبي ما رأى أسلم هذا الرجل لأنه أراد أن يمتحن رسول الله ﷺ هل يجد فيه العلامات التي هي مذكورة في بعض الكتب القديمة من صفة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فلما رأى ذلك دخل في الإسلام وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك يا حبيب الله والله تعالى أعلم وأحكم.