الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين.
نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم تبركًا باسم الإله العظيم سبحانه وجلّ جلاله واقتداءً بالقرآن الكريم، لأن كل سورة في القرءان افتتحت ببسم الله الرّحمن الرحيم، سورة الفاتحة بدأت ببسم الله الرحمن الرحيم البقرة ببسم الله الرحمن الرحيم آل عمران النساء المائدة كل سورة من سُور القرآن بدأت ببسم الله الرحمن الرحيم إلا سورة واحدة وهي سورة التوبة، هذه السورة لم تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، إن شاء الله تعالى في مجلس آخر نتكلم لماذا لم تبدأ وبأسباب ذلك.
كذلك نبدأ بحمد الله تبارك وتعالى على عظيم نعمه، لأن النبي عليه الصلاة والسلام هو قال “كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ به بحمد الله فهو أقطع “كل أمر ذي بال أي أمر له شأن شرعًا يعني الدعاء له شأن شرعًا المطلوب هذا من باب الندب أن يُبدأ فيه بحمد الله إلا ما ورد فيه أن يُبدأ بغير ذلك مثلاً الصلاة نبدأ بتكبيرة الإحرام: الله أكبر ننوي الدخول في الصلاة أصلي فرض الظهر مثلاً أصلي فرض العصر، يعني هناك أشياء ورد أنها تبدأ بغير الحمد لله اما الذي لم فيه غير الحمد له فيبدأ فيه الحمد لله سبحانه وتعالى وسنجيب اليوم بإذن الله تعالى عن بعض ما يتساءل به بعض الناس يتساءل فيه بعض الناس حول القرآن مثلا متى نزل القرءان أين أنزل القرآن كيف نزل القرآن هل نزل مجموعًا أم منجمًا في أوقات متفرقة، ما هي الحكمة في إنزاله في أوقات متفرقة؟ ونحو ذلك من الأمور التي قد يتساءل حولها المرء، فإن شاء الله عز وجلّ نُجيب عنها ونسأل الله تعالى أن يؤجرنا على هذا العمل، أولاً متى نزل القران؟ الله تعالى قال {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ} يعني معناه أول ما نزل نزل في شهر رمضان {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}كيف يعني هذا؟ هنا يعني أن القرآن نزل دفعة واحدة أول ما نزل نزل دفعة واحدة من اللوح المحفوظ نزل به سيدنا جبريل إلى مكان في السّماء الأولى يسمى بيت العزة فنزل به أول ما نزل كان في رمضان وكان هذا في ليلة القدر {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وكانت ليلة القدر في ذلك في تلك السَنة هنا أنزل القرآن ليلة الرابع والعشرين من رمضان، فإذًا القرآن نزل أول ما نزل كله جملة نزل في ليلة الرابع والعشرين من رمضان، ثم بعد ذلك صار ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم تباعًا يعني ليس نزل جملة على رسول الله لا، نزل جملة إلى بيت العزة نزل به سيدنا جبريل ثم بعد ذلك صار ينزل به متفرقًا على سيدنا محمد عليه الصلاة والسّلام، قلنا نزل به جبريل الله تعالى قال: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} نزل به الروح الأمين يعني سيدنا جبريل {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}هكذا أنزل القران بلسان عربي مبين نزل به سيدنا جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوقات متفرقة.
القرآن ليس كالكتب السابقة الكتب السابقة مكتوبة في اللوح المحفوظ والقرآن مكتوب في اللوح المحفوظ لكن الكتب السابقة نزلت جملة، أعطيت للأنبياء جملة أما القرآن نزل متفرقًا، وسنتكلم عن هذا الأمر بإذن الله تبارك وتعالى.
القرآن والكتب السماوية كلها مُدونة في اللوح المحفوظ، واللوح المحفوظ هو مكانه فوق السماء السابعة لكن هل هو تحت العرش أم فوق العرش؟ فقد اختلف العلماء في ذلك بعض العلماء قالوا فوق العرش وهناك مسافة بعيدة بين السماء السابعة والعرش، وبعضهم قال: هو تحت العرش وبعضهم قال هو فوق العرش وهذا اللوح المحفوظ الذي هو رابع المخلوقات أول المخلوقات لله سبحانه الماء أول شيء خلقه الله تعالى الماء، الرسول عليه الصلاة والسلام هو قال: “ما خلق الله شيئا مما خلق قبل الماء”، ثم بعد ذلك خلق ربنا سبحانه وتعالى العرش الذي هو يشبه السرير لكن هو ليس مكان لله سبحانه وتعالى إنما ربنا عز وجل جعله كالكعبة بالنسبة لنا كيف نحن الكعبة نتوجه إليها في الصلاة في الحج نذهب إليها ونطوف حولها، كذلك العرش هو بالنسبة للملائكة الذين حوله لأن حول العرش ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى، فالله تعالى قال: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} هؤلاء الملائكة يصلون هم مُكلفون كما نحن مكلفون بالصلاة هم كذلك مُكلفون بالصلاة ما هم مكلفون بأمور يأمرهم الله سبحانه وتعالى بها على ما يليق بهم يفعلون فالمهم أنهم يصلون كما أننا نحن نصلي فهم يصلون الى أين يتوجهون في صلاتهم يتوجهون إلى العرش هذا بالنسبة إلى الملائكة الذين حول العرش، أما الملائكة الذين في السماوات يوجد كعبة في كل سماء يتوجه إليها الملائكة في صلاتهم، هكذا ورد الأحاديث فإذا الملائكة الذين حول العرش يتوجهون إلى العرش فالعرش هو كالكعبة لأجل الملائكة الذين حوله يصلون يتوجهون إليه ويصلون يسجدون عليه، يعني في صلاتهم يسجدون على العرش، لذلك الله تعالى خلق العرش، سيدنا علي رضي الله عنه قال: “إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته” فإذا هذا العرش هو ثاني المخلوقات بعد الماء ثم ثالث المخلوقات القلم الأعلى، ثم رابع المخلوقات اللوح المحفوظ، وهذا اللوح المحفوظ لا ينسى كل شيء إنما هو محدود له حدود مساحته مسيرة خمسمائة عام مدون فيه بقدرة الله سبحانه وتعالى كل ما يحدث إلى يوم القيامة ليس إلى مالا نهاية له، فإذًا الكتب السماوية كلها مدونة في اللوح المحفوظ ونزل بها سيدنا جبريل عليه السلام على الأنبياء، كل الأنبياء من أنزل عليهم الكتب السماوية؟ سيدنا جبريل عليه السلام بأمر الله تبارك وتعالى، والقرآن كذلك نزل به جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ذكرنا أنه نزل أول مرة دفعة واحدة بالقرآن إلى بيت العزة، ثم بعد ذلك صار ينزل به على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مفرقًا في أوقات يقال لها منجمًا منجمًا يعني مفرقًا في خلال 20 سنة وشي يعني ثلاث وعشرين سنة، أنزل القرآن على الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا الأمر ميزة القرآن مما مُيز بها القرآن عن الكتب السماوية التي أنزلت قبله، كما ذكرنا الكتب السماوية غير القرآن كلها نزلت جملة الى الأرض وهذا هو المشهور على ألسنة أهل العلم، فأما القرآن نزل جملة إلى السماء الدنيا أولا ثم بعد ذلك صار ينزل مفرقًا على الرسول ثم القرآن نزل إلى السماء الدنيا وهذا أيضًا شيء خاص في القرآن لأن الكتب السماوية الأخرى لم تنزل إلى السماء إنما أنزلت إلى الأرض مباشرة هذا من ميزات القرآن.
نعم قد أحد يسأل ما سبب ذلك لماذا أنزل القرآن منجمًا ولم ينزل جملة واحدة إلى الأرض إلى السماء نعم جملة واحدة أما إلى الأرض لم ينزل جملة واحدة إنما متفرقًا لعدة أسباب العلماء ذكروها تفخيم وتعظيم أمر القرآن تفخيم أمر القرآن وتعظيمه وأمر آخر تفخيم وتعظيم أمر من أُنزل عليه القرآن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، لأن هذا فيه إعلام لسُكان السماوات السبع الذين هم الملائكة أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم، لذلك هذا من الأسباب التي أُنزل فيها القرآن منجمًا لماذا؟ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء، هو أفضل من خلقه الله سبحانه وتعالى، هو سيد ولد آدم أجمعين.
الله سبحانه وتعالى أليس قال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} يعني أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هي خير أمة، إذا كانت الأمة هي خير الأمم رئيسها ماذا يكون من رئيس هذه الأمة أليس سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ فإذا رئيسها يكون خير الرؤساء هو أفضل الأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فإذًا سيدنا محمد هو خير نبي لخير الأمم أنزل عليه الصلاة والسلام، كذلك شريعته عليه الصلاة والسّلام الأحكام الشرعية التي أُنزلت عليه أحكام الصلاة أحكام الزكاة أحكام الطهارة والصيام وغير ذلك من الأحكام، شريعته أيسر الشرائع هذه ميزة هذه الأمة شريعة هذه الأمة التي أنزلت عليها أيسر الشرائع وأنزلت على من هذه الشرائع على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل الأنبياء، الشريعة فيها مسائل كثيرة كان فيها مشقة في الأنبياء السابقين في أمم الأنبياء السابقين لكن في أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الأمر أيسر وأسهل، أليس نحن إذا فقدنا الماء ماذا نفعل؟ أليس نتيمّم لم يكن هناك تيمم قبل، الرسول قال “جعلت لي الأرض مسجدا وتربتها طهورا” نحن إذا وقع مثلا على الثوب بول قطرة بول، أليس إذا غسلناها بالماء تطهر؟ في شرع من قبل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان إذا وقع على ثوب قطرة بول لا تطهر إلا بالمقراض بدها تنقص بالمقص، يعني لا تطهر بالماء فهذا من تيسير الأمر على هذه الأمة المحمدية، في شريعة من كان قبل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان الواحد اذا اقترف ذنوبًا في الليل عمل ذنوبا في الليل، اذا استيقظ في الصباح يجدها مكتوبة على باب داره فعلت كذا وكذا فعل فلان كذا وكذا من الليل نسأل الله السترة والسلامة، أما في أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فنحن في سترة، نسأل الله تعالى أن يسترنا وأن يحسن ختامنا وأن يحشرنا تحت لواء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ثم كذلك من ميزة هذه الأمة من ميزة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة من أكثر الأمم عددًا من أكثر أهل الجنة؟ هم أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أمة سيدنا محمد هم يكونون أكثر الأمم عددًا يكون مئة وعشرون صفًا يوم القيامة من الأمم ثمانون صفًا لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله أن جعلنا من هذه الأمة المباركة ثم كذلك من الحكم سؤال لماذا نزل القرآن متفرقًا ليس دفعة واحدة كسائر الكتب السماوية؟ قد واحد يسأل هذا السؤال، ذكرنا من أسباب ذلك التعظيم والتفخيم للقرآن والتفخيم للنبي الذي هو أفضل الأنبياء لكن يوجد كذلك أسباب أخرى، وهي منها أن السّر في إنزال القرآن مُنجمًا هو تقوية قلب النبي عليه الصلاة والسلام بالقرآن، يتقوى قلب النبي حين ينزل القرآن عليه، لأن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة، ما معنى الوحي يتجدد في كل حادثة؟ أليس ينزل سيدنا جبريل؟ سيدنا جبريل هو رئيس الملائكة يعني هو يعني نحن إذا رأينا وليا من الأولياء من الصالحين رأيناه في مجلسنا نصير نريد أن نتقرب منه لعلنا ننتفع بنفحة من نفحاته لعلنا نتبرك به يحصل لنا خير ببركته، فكيف إذا كان رئيس الملائكة سيدنا جبريل ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كم هذا فيه فرح وسرور لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كيف يكون شعور النبي عليه الصلاة والسلام حين ينزل عليه سيدنا جبريل، وزد على ذلك أنه ينزل عليه القرآن يعني ينزل عليه الرسالة ينزل عليه من ربه سبحانه وتعالى وحي، يعني يأتيه أمر جديد يأتيه حكم جديد، يأتيه بشارة جديدة يأتيه خبر جديد كل هذا الأمر إذا أتى إلى الشخص أليس يفرح به ويقوى، وهذا خاص بالأنبياء لا يحصل للناس العاديين، الوحي هذا خاص بالأنبياء، لكن يعني حتى نقرب إلى الفهم لا نستطيع أن نصف الشعور الذي يكون للرسول صلى الله عليه وسلم والسرور والفرح الذي يحصل له لأن هذا لا يحصل لنا، فلا نستطيع أن نصف هذا الأمر إذا كنا نحن لا يتأتى لنا مثل هذا الأمر، هذا خاص بالأنبياء الوحي خاص بالأنبياء، ولكن نقرب إلى الفهم شيئا فشيئا لذلك حين نقول هذا يقوي قلب النبي عليه الصلاة والسلام كلما ينزل عليه القرآن ويأتيه الملك يتجدد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة إليه فيحصل له من السرور ما تقصر عنه العبارة، لا نستطيع أن نصفها بالعبارة لهذا الرسول عليه الصلاة والسلام من هذا الأمر العظيم الذي كان يحصل له ،كان أجود ما يكون في شهر رمضان لماذا؟ لأن أكثر ما كان ينزل عليه سيدنا جبريل عليه السّلام في شهر رمضان، لأنه في شهر رمضان كان يعارض مع الرسول ما أُنزل عليه من القرآن يراجعه يعيده يعني مع الرسول عليه الصلاة والسلام ما سبق وأنزل على الرسول من القرآن، ثم كذلك من الجواب الآخر، الله تعالى أليس قال: وقال الذين كفروا {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} الكفار قالوا هكذا لولا نزل القرآن عليه جملة واحدة الله عز ّوجل تولى الإجابة عن ذلك، الله تعالى قال كذلك أي أنزلناه مفرقًا {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} فإذن {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} يعني معناه يا محمد لتحفظ القرآن، الرسول عليه الصلاة والسلام كان إذا نزل عليه جبريل بالقرآن يحفظه الرسول ما كان يقرأ المكتوب، الأنبياء السابقون كانوا يقرأون المكتوب أما سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من معجزاته أنه كان أُميا لا يقرأ المكتوب ولا يكتب، ومع ذلك الله سبحانه وتعالى أوحى اليه بأخبار الأولين والآخرين التي لا يدركها إلا من قرأ في الكتب القديمة لا يعرفها إلا من قرأ في الكتب القديمة، ومع ذلك الرسول ما عرف عنه أنه ذهب إلى مُدرس درس عنده وكان أُميا ومع ذلك كان يفاجئ اليهود يخبرهم بأمور كانت تحصل معهم أليس أخبرهم بأن منهم من نُسخ قردة وخنازير حين خالفوا أمر الله سبحانه وتعالى، وهم تفاجؤوا بذلك النبي عليه الصلاة والسلام كونه أميا وأخبر بهذه الأخبار هذه من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا مدح للنبي أن نقول عنه كان أُميا بالنسبة للنبي مدح ليس كما إذا قيل عن غير النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا النبي عليه الصلاة والسلام الله تعالى قال: {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} معناه الله تعالى يجعله يحفظ ما أنزل عليه، فالله تعالى يثبت عنده حفظ القرآن، والله عز وجل ضمن للنبي أن يحفظ القرآن، الرسول عليه الصلاة والسلام كان حين ينزل عليه الوحي ماذا يفعل؟ كان يحرك لسانه جبريل يقرأ والرسول يحرك لسانه حتى إيش؟ حتى لا يتفلت شيء حتى يحفظ، فنزل قول الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ}
ان علينا جمعه وقرآنه يعني نحن ضمنا لك أن تحفظه جمعه يعني أن تجمعه في صدرك، ضمنا لك أن تحفظه، وقرآنه أي ضمنا لك أن تقرأه أن تتلوه بعد حفظه، هكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام، الله عزّ وجل أكرمه بهذا الأمر أما كما ذكرنا الأنبياء السابقون الله تعالى أنزل عليهم القرآن جملة لأنهم كانوا يقرؤون ويكتبون فيمكنهم حفظ الجميع، ثم من الحكم التي هي من أجل إنزال القرآن مفرقًا أن هذا الأمر أليس أدعى الى قبوله من الرسول عليه الصلاة والسلام مما إذا نزل جملة واحدة، لأنه يعني كان لو نزل جملة واحدة أليس كان قد ينفر كثير من الناس عن قبوله لكثرة من الفرائض لكثرة ما فيه من الأوامر من المناهي، كان يعني لأجل ذلك يعني هذا الأمر الله سبحانه وتعالى لحكمةٍ جعله، وما يوضحه أن السيدة عائشة رضي الله عنها ماذا قالت؟ قالت ” أول ما نزل معه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر، شو ماذا قالت السيدة عائشة؟ لو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدًا كانوا اعترضوا لشدة تعلقهم بشرب الخمر ولو نزل لا تزنوا قالوا لا ندع الزنا أبدا، فإذًا لذلك السيدة عائشة رضي الله عنها بينت لنا هذا الأمر، قالت إنما نزل أول ما نزل معه سورة من المفصل يعني ليست من السور الطوال فيها ذكر الجنة والنار ، بذكر الجنة والنار يعني هذا فيه ترغيب بالطاعة ترغيب بالإيمان حتى يكونوا من أهل الجنة وتخويف من العذاب، فتخويف من عدم الطاعة تخويف من أن يكونوا على الكفر بأنهم بذلك يكونون من أهل النار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام استقروا في الإسلام ثبتوا في الإسلام ماذا حصل؟ نزل الحلال والحرام نزلت الأحكام الشرعية نزل كثير من الفرائض، لذلك نرى تلك الأحكام نزلت أغلبها أين؟ في المدينة بعد أن مضى كم؟ ثلاثة عشر سنة من بدء نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك السيدة عائشة قالت: لو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدًا كما ذكرنا ولو نزل لا تقربوا الزنا لقالوا لا ندع الزنا أبدا، فإذًا القرآن نزل خمس آيات خمس آيات نزل سورة نزل بضعة آيات وهكذا، فلذلك هذا من الحكم في إنزال القرآن مُفرقا.
أختم كلامي بفائدة مهمة وهو أن لا نهمل أولادنا الأهل لا يهملوا تعليم أولادهم أمور دينهم، أليس الواحد مثلاً الواحد يسعى بأولاده أن يدخلهم إلى المدرسة يدخلهم إلى أقوى الجامعات حتى يتعلموا العلوم حتى يطلعوا بين الناس لهم منفعة لمجتمعهم ولناسهم الذي هو أولى أن يسعوا به هو تعليمهم أمور دينهم تعليمهم أمور دينهم، أمر الدنيا قد تجد أناسا يريدون أولادهم هذا يريد أن يكون طبيبًا يريد أن يكون مهندسًا أو نحو ذلك، وقد لا يفكر بتحسين النية أن تكون نيته منفعة الناس منفعة المجتمع، إنما فقط لأجل المال ولأجل جاه الدنيا فهذا لا يكون له أجر بل وقد يقع في الحرام، في حرام الرياء في حرام بذل المال في المحرم ونحو ذلك، ما الذي هو أولى والذي ينفعنا في الدنيا والآخرة؟ تعليم الأولاد أمور الدين خاصة في هذا الزمان أليس الفساد كم الفساد منتشر في زماننا خاصة على الميديا وغيرها، كم انتشر، الولد قد لا يجلس معك بالقدر الذي يجلسه مع التلفون وهذا واقع، في كثير من الأحيان في كثير من الأماكن في كثير من الناس، فلا بد من أن نتنبه من هذا الأمر وهذه مسؤولية الوالد مسؤولية الوالدين أن يعلموا أولادهم ويحسنوا تربيتهم حتى ينجوا في الآخرة ويكون الولد يستغفر لوالديه، أليس يحب الوالدان أن يستغفر الولد لوالديه؟ طب إذا كان الولد لم ينشأ على هذا كيف يستغفر لوالديه؟
أسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وسبحان الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.