fbpx

قالت – الحلقة: 4

شارك هذا الدرس مع أحبائك

قالت إن الله لا يستحيي من الحق نستطيع أن نذكر أشياء كثيرة في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم… فهو البشير النذير، والسراج المنير… هو الرحمة المهداة…. العاقب الحاشر الماحي…. له أسماء كثيرة وصفات جليلة…. ومن أجلها ما أشار إليه بقوله: إنما بعثت معلمًا…. علم أصحابه ما فيه سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة… وقد عرفوا عظيم النعمة التي هم فيها، فكانوا لا يقصرون في سؤاله صلى الله عليه وسلم والتعلم منه… جاءت أم سليم إلى رسول الله ﷺ قائلةً: يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق… أي لا يأمر بالحياء من الحق…. أرادت أن تذكر لرسول الله شيئًا تستحي النساء عادة من ذكره، فقدَّمت لسؤالها بقولها هذا، إن الله لا يستحيي من الحق وقالت: هل على المرأة من غسل إذا احتلمت… فأجابها النبي عليه الصلاة والسلام إجابة كافية شافية لسؤالها، نعم إذا رأت الماء…. لم ينهرها ولم يزجرها، وهو الذي لا يسكت عن منكر بل بيّن حكم الله لها ..أجابها عما سألت … الأمر واضح عندها .. شيء لا تعرف حكمه تبادر وتسأل عنه … امرأة.. من خيار الصحابيات .. امام خير الخلق…تسأله بما تستحي النساء السؤال عنه..هي مثلنا تخجل لكن حياؤها لم يمنعها من تنفيذ امر النبي عليه الصلاة والسلام حيث نبه على وجوب طلب علم الدين فإنه قال قال طلب العلم فريضة على كل مسلم..وقال ربنا (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) اي لا يستوون ليس الجاهل كالعالم…. قال مجاهد تلميذُ ابنِ عباس ترجمانِ القران لا ينال العلم اثنان مستح ومتكبّر. هذا وقد مدحت الصديقة بنت الصدّيق عائشة النساء اللواتي يطلبن العلم قالت نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. .. إن الاستفادة من علم الدين والعمل بمقتضاه لا يقتصر على الرجال فقط دون النساء؛ إذ النساء مأمورات بذلك كما الرجال …. وقد كان حبيبنا وقدوتنا محمد كما أخبر مبعوثًا إلى كافة الخلق الجن والانس الذكور والإناث.. وقد أرادت النساء من الرسول صلى الله عليه وسلم معلّم الأمة ومرشدها نصيبًا،،، نصيبًا لهن… فعن أبي سعيد الخدريّ أن النساء قلن للنبي عليه الصلاة والسلام غلَبَنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما، فوعَدَهُنَّ بأن يجعل لهن موعدا…. بادرن لذلك وسعين وما ذلك إلا لمعرفتهن أهمية التعلم… فسلكن هذا الطريق واهتممن به اشد اهتمام…. ورسول الله مع شدة انشغاله وكثرة مهماته في إرساء قواعد الدين، نفذ ما وعدهن به ولم يرسل من ينوب عنه.. بل ذهب بنفسه ووعظهن.. وما هذا إلا لعلمه بأهمية دور المرأة في بناء مجتمعٍ وسطٍ عدلٍ يلازم تقوى الله. كان صلى الله عليه وسلم يومًا يعِظ الصحابة الرجال والنساء، فظن الرسول أن النساء ما سمعنه، فذهب مع بلال إليهن.. اقترب بنفسه.. ليُسمعهن ..فوعظهن وأمرهن بأمور عديدة منها الصدقة فجعلت المرأة تلقي الحُلِيَّ وبلال يأخذ في طرف ثوبه… انظروا الى هذا الاهتمام.. قال ابن عمر يمدح عائشة رضي الله عنها، أفقه هذه الأمة، كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا وراجعت حتى تعرفه.. ومن ينظر في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام يجد أن كثيرًا منها يتضمن أسئلتها.. تستفسر وتسأل ولم يقل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط ما يمنعها من السؤال مرارا وتكرارا.. ما كانت زوجة النبي جاهلة..كانت..فقيهة .. اختلف الصحابة في امور شرعية فرجعوا في بعضها الى السيدة عائشة وسألوها فذكرت لهم ما قال النبي عليه الصلاة والسلام في هذا ..رجال .. صحابة يأتونها ويسألونها عن أمر الدين ….لو كانت تركت السؤال والتنبه لما يقوله النبي عليه الصلاة والسلام من أين كانت عرفت…. من أين كان أجابت اصحابه على ما جاؤوها يسالون عنه ..علماء اكابر كانوا يسالون نساء فقيهات.. .. شاركن مع الرجال في هذا الأمر العظيم، فكان لهن نصيب في نقل العلم، ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أمته…. فكان هذا علامة على أن الله أراد بهن خيرا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين…. نسأل الله أن يجعلنا ممن يتفقهون في الدين