fbpx

الشمائل المحمدية – الحلقة: 5

شارك هذا الدرس مع أحبائك

شمائل النبي صلى الله عليه وسلم الشيخ سمير القاضي حفظه الله الحمد لله أحمده وأستعينه وأستهديه وأشكره وأصلي وأسلم على سيدي محمد رسول الله وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وأسأل الله أن يوفقنا إلى كمال محبته واتباعه عليه الصلاة والسلام كلامنا إن شاء الله سيكون فيما جاء في كحل رسول الله عليه الصلاة والسلام. القارئ: بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله بالإسناد إلى الإمام الترمذي قال باب ما جاء في كحل رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال حدثنا محمد بن حميد الرازي قال حدثنا أبو داود الطيالسي عن عبّاد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اكتحلوا بالإثمد الشيخ سمير: الإثمد حجر الكحل المعروف منه ما يكون مائل إلى الحُمرة منه ما يكون مائل إلى السواد يدق ثم يُكتحل به وهو شديد الفائدة ينفع العين كما سيذكر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإنه يجل البصر" (يحد البصر لأنه يمنع المواد الرديئة المنحدرة إلى العين فيقوى البصر بسبب ذلك) ويُنبت الشعر (يتضح يصير أوضح وينبت الشعر شعر الأهداب هذا (يشير) ينبت) وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم ( زعم أي قال لا يريد اتهامه العرب أحيانًا يقولون زعم فلان أي قال فلان) وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له مكحلة (مكحلة الإناء الذي يوضع فيه الكحل يقال له مكحلة) كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة ( كان عليه الصلاة والسلام يكتحل في الليل لأن الكحل في الليل أسكن لأن العين تكون أسكن فيكون الكحل يبقى أكثر فيها وتطول المدة فيسري إلى طبقاتها يسري منفعته إلى طبقاتها لذلك كان عليه الصلاة والسلام يكتحل في الليل) ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه ( ثلاث مرات في كل عين كان يكتحل عليه الصلاة والسلام). وبه قال حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي البصري قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا اسرائيل بن يونس عن عبّاد بن منصور ح وقال وحدثنا علي بن حُجر قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبّاد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتحل قبل أن ينام ثلاثًا في كل عين (مثل الحديث الذي قبله) وقال يزيد ابن هارون في حديثه إن النبي صلى الله عليه وسلم كان له مُكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثًا في كل عين (كما تقدم). وبه قال حدثنا أحمد بن منيع ( الحافظ المشهور أحمد بن منيع من شيوخ الترمذي الحافظ المشهور) قال حدثنا محمد بن يزيد عن محمد بن اسحاق عن محمد بن المنكدر عن جابر هو بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليكم بالإثمد عند النوم فإنه يجل وينبت الشعر" (كما تقدم ذكره يجل البصر يزيد نور العين هذا معناه يجل البصر لأنه يدفع المواد الردئية المنحدرة من الرأس هذا معنى كما قلنا هذا معنى يجل البصر وينبت الشعر ينبت أهداب العينين وكانت إحدى بناتي تتداوى عند الطبيب لأمر عينها فاستعملت إلاثمد لما رجعت إليه بعد مدة قال لها كأن عينيك حالهما الآن كأنه قبل عشر سنوات من الآن كانت استعملت الإثمد مدة غير طويلة وهكذا أُناس كثيرون لما استعملوا الإثمد قوي بصرهم وذهب ما كان فيه من الضعف) وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الله بن عثمان بن كثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن خير أكحالكم الإثمد يجل البصر وينبت الشعر" وبه قال حدثنا إبراهيم بن المستمر البصري قال حدثنا أبو عاصم عن عثمان بن عبد الملك عن سالم عن ابن عمر أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليكم بالإثمد (يحث على استعماله عليه الصلاة والسلام) فإنه يجل البصر وينبت الشعر (روايات مختلفة كلها بمعنى واحد عن ابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم بمعنى واحد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم) باب ما جاء في لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيخ سمير: هذا الباب معقود لبيان ما كان يلبسه صلى الله عليه وسلم ماذا كان يلبس وبه قال حدثنا محمد بن حميد الرازي قال حدثنا الفضل بن موسى وأبو تُميلة وزيد بن خباب عن عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بريدة عن أم سلمى رضي الله عنها أنها قالت كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص (القميص ثوب محيط بالبدن بكمين غير مُفرج ليس مشقوقًا لا يكون مشقوقًا هذا هو القميص وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحبه ويفضله على الرداء والإزار لأنه أستر للبدن لكون القميص أستر للبدن والمراد بالقميص هنا ما يسميه الناس في أيامنا الجلبية أو الجلابة أو في بعض الأماكن غير ذلك هذا المراد بالقميص ليس المراد القصيرة الذي يزر بإزرار واعتاد الناس في أيامنا في بعض النواحي أن يسموه قميصًا ليس المراد هذا) وبه قال حدثنا علي بن حُجر قال حدثنا الفضل بن موسى عن عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بُريدة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص (ومن كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المحبة الكاملة يحب الذي كان الرسول يحبه الرسول عليه الصلاة والسلام كان أحب الثياب إليه القميص فالذي محبته كاملة للنبي عليه الصلاة والسلام يقتدي به في ذلك ولا يفضل على القميص ثوبًا آخر) وبه قال حدثنا زياد بن أيوب البغدادي قال حدثنا أبو تُميلة عن عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بُريدة عن أمه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان أحب الثياب يلبسه القميص" قال هكذا قال زياد بن أيوب في حديثه عن عبد الله بن بريدة عن أمه عن أم سلمى وهكذا روى غير واحد عن أبي ثميلة مثل رواية زياد بن أيوب وأبو ثميلة يزيد في هذا الحديث عن أمه وهو أصح (يعني هذا أن يقال عن عبد الله بن بريدة عن أمه عن أم سلمة أصح من أن يقال عن عبد الله بن بريدة عن أم سلمة مع إسقاط ذكر عن أمه هذا أصح هذا الذي كان يقويه البخاري رحمه الله وغيره كما رواه الترمذي في حديثه هذا وفي هذا إشارة لنا وتعليم لنا أنه ينبغي لنا أن نعتني بلبس القميص وأن نشجع أولادنا على لبسه حتى لا ينشأوا بعيدين عن عادات النبي عليه الصلاة والسلام التي هي سادات العادات حتى لا ينشأوا بعدين عما كان عليه السلف من اللباس وكيفية الطعام وكيفية النوم إلى غير ذلك لأن كل هذا كل شىء من هذا له أثر في القلب وله وقع في النفس ينبغي على الإنسان الذي يريد النجاة في الآخرة والدرجات العليا في الآخرة أن يحث نفسه وغيره على اتباع النبي عليه الصلاة والسلام والاقتداء به في أحواله كلها). وبه قال حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن بُديل يعني بن ميسرة العُقيلي عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت كانت كم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرُسغ. ( إلى الرسغ هو هذا هنا الرسغ والرصغ بالصاد والسين يقال المفصل بين الكف والساعد هذا هو الرسغ أو الرصغ كلهما صحيح معناه لم يكن كم رسول الله صلى الله عليه وسلم أطول من ذلك إنما إلى هنا (أشار) إلى الرسغ) وبه قال حدثنا أبو عمار الحسين بن حُريث قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا زهير عن عورة ابن عبد الله بن قُشير عن معاوية بن قرة عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة (الرهط أقارب الإنسان أهله وأقاربه ويستعمل الرهط أيضًا في من كانوا أقل من عشرة وبعضهم يقول إذا كانوا أقل من أربعين يقال رهط إلى أربعين يعني الخلاصة جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام ومعه جماعة قليلة غير كثيرة من قبيلة مزينة) لنبايعه (ليبايعه) وإن قميصة لمطلق ( أزرار قميصه مفكوكة ليست قميصه ليس مزرورًا من هنا مفتوح بعض الناس لو رأوا إنسانًا مفتوح أزرار القميص يعيبون عليه يقولون له أقفلها والنبي عليه الصلاة والسلام كان يخرج إلى الناس مفتوح أزرار القميص لا ينبغي أن يعاب هذا لا أدب فوق أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم إذا ظن الإنسان أن الناس ينفرون من سماع الحق منه إذا ترك أزرار قميصه مفكوكة يزرها ويكلمهم إلى أن يصيروا في حد يغلب عندهم حب النبي عليه الصلاة والسلام وحب الاقتداء به على ما سمعوه من هنا وهناك من أمر العادات التي لا توافق ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام عند ذلك يتصرف معه بغير ذلك التصرف) أو قال زر قميصه مطلق (هذا المعنى واحد) قال فأدخلت يدي في جيبه ( لأن كان الجيب مفتوحًا هذه الفتحة ما كانت مزرورة تمكن سًهل عليه أن يدخل يده ليمس بدن النبي عليه الصلاة والسلام) قال فأدخلت يدي في جيب قميصه فمسست الخاتم ( يعني أدخل يده في جيب القميص حتى مس الخاتم الذي بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبرك بذلك) وبه قال حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وهو متكئ على أسامة بن زيد عليه ثوب قطري (متكئ على أسامة بن زيد عليه ثوب قطري ثوب قطري معناه منسوب إلى قطر وأحيانًا ينسبون هكذا يقولون قِطري نسبة إلى قطر أحيانًا يفعلون هذا بدل أن يقولوا قَطري الأصل أن يقال قَطري لكن العرب يفعلون تخفيفًا يقولون قِطري نسبة إلى قطر وهي ناحية أو بلد في البحرين في الماضي كانت ناحية البحرين ناحية واسعة كلها تسمى البحرين اليوم الذي يسمى البحرين جزيرتان صغيرتان وما يسمى دولة قطر أكبر مما يسمى البحرين بأضعاف اليوم هكذا في الماضي لم يكن الاصطلاح هكذا إنما كانت ناحية البحرين ناحية واسعة وقطر بلد فيها فكان هذا الثوب الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام عليه ثوب مصنوع في تلك الناحية) عليه ثوب قطري قد توشح به (توشح به أدخله من تحت إبط يده اليمنى وألقاه على كتفه الأيسر هذا معنى توشح به جعله كالواشح) فصلى بهم وقال عبد بن حميد ( عبد بن حميد حافظ كبير مشهور مما روى عنه الترمذي) قال محمد بن الفضل سألني يحيى بن معين عن هذا الحديث أول ما جلس إليّ (أول ما جلس إلي ليسمع مني ما عندي من الحديث يحيى بن معين سألني عن هذا الحديث يريد أن يسمعه مني بسنده) فقلت حدثنا حماد بن سلمى (بدأت أذكر فقلت حدثنا حماد بن سلمى) فقال لو كان من كتابك (قال يا ليتك تحدثني هذا الحديث من كتابك لأنه أكثر اطمانًا لقلبي أبعد عن الخطأ إذا كان كتابك معك) فقمت لأخرج كتابي ( فقمت حتى آتي بالكتاب) فقبض على ثوبي (أمسك ثوبي يعني لا تذهب ) ثم قال أمله عليّ (ثم قال أولا قبل أن تأتي بكتابك أمله علي دعني أسمعه منك أولا أنت أذكر وانا أكتب) فإني أخاف أن لا ألقاك (أخاف إذا ذهبت لأتيت بكتابك أن لا ترجع إلي بعد ذلك قد يحصل شىء أسمعه منك أولا) قال فأمليت عليه ثم أخرجت كتابي فقرأت عليه (وفي هذا دليل على شدة إهتمام الطالب الذي هو يحيى بن معين بذلك الوقت بالعلم وشدة إهتمامه لضبطه وأن لا يفوته وفيه أيضًا في هذا الحديث بيان صبر الشيخ على هذا الطالب خذه أمله لو أتيت بكتابك لأ أمله علي قبل ثم بعد ذلك تأتي بكتابك والشيخ صابر لأنه عرف أنه يفعل ذلك بدافع الحرص على العلم والحرص على الضبط لا بدافع آخر غير سوي) وبه قال حدثنا سويد بن نصر قال أخبرنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن إياس الجوريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبًا (إذا استجد ثوبًا يعني إذا دخل في ملكه ثوب جديد هذا معنى استجد ثوبًا ) سماه باسمه (يسميه باسمه مثلا إذا صار عنده عمامة جديدة يقول عمامة هذه عمامة يسميه باسمه عمامة هذا قميص وهكذا) عمامة أو قميصًا أو رداء ( هذا رداء يعني يذكر هذا بلسانه ذكرًا لنعمة الله عليه النبي عليه الصلاة والسلام يذكر نعمة الله عليه باللسان كما يذكرها بالقلب) ثم يقول:"اللهم لك الحمد كما كسوتنيه" (مثلا يأتيه قميص يمسكه يقول:" قميص اللهم لك الحمد كما كسوتنيه" يحمد الله عزّ وجلّ على أنه جعل له هذا القميص مكنّه منه أنعم عليه به) أسألك خيره ( أسألك خيره أسألك ما فيه من الخير ما في هذا القميص من الخير من ستر العورة والإعانة على العبادة وما يشبه ذلك ودفع البرد ودفع الحر) أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صُنع له (واعوذ بك مما يكون فيه من الشر لأن القميص أحيانًا يكون من حرام وأحيانًا يكون فيه أمور أخرى ومعنى تعوذ النبي عليه الصلاة والسلام من شره أي من الشر الذي قد يكون فيه أحيانًا القميص يحصل منه شر يكون القميص حرامًا يكون نجسًا أو يكون سببًا في معصية الله تبارك وتعالى فكان النبي عليه الصلاة والسلام يقول ذلك تواضعًا وتعليمًا لنا هذا أمر ينبغي أن يقوله الواحد منّا إذا استجد ثوبًا أن يسميه باسمه وأن يقول:" اللهم لك الحمد كما كسوتنيه اللهم إني أسالك خيره وخير ما صُنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له") وبه قال حدثنا هشام بن يونس الكوفي قال حدثنا القاسم بن مالك المزني عن الجرير عن عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه الحِبرة (أي من أحب الثياب كان أحب الثياب أي من أحب الثياب من أحب ما يلبسه النبي عليه الصلاة والسلام الحبرة والحبرة نوع من برود اليمن برد يمني يصنع في اليمن يكون فيه خطوط هذا هو الحِبرة ألوان خطوط ألوان مختلفة وهذا في كثير من البلدان انقطع لبسه قل ما يلبسه الناس وفي بعض البلدان ما زالوا محافظين على ذلك النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب هذا). وبه قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا سفيان الثوري عن عون ابن أبي جحيفة عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه حلة حمراء ( يعني مخططة بالحمرة كما سبق أن ذكرنا وقلنا الحُلة ثوبان من جنس واحد إزار ورداء من جنس واحد) كأني أنظر إلى بريق ساقيه (يعني بسبب لون الحُمرة الذي في هذه الحلة ساقاه ظاهرتان كانت فكانتا تنيران كأنهما تبرقان صلى الله عليه وسلم) قال سفيان أُراه حِبرة (أُراه كان حِبرة يعني مخططًا بالأحمر لم يكن كله أحمر إنما كان مخططًا بالأحمر) وبه قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال ما رأيت أحدًا من الناس أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كانت جمته لتضرب قريبًا من منكبيه. (هذا كله مر معنا قبل وإنما قال سفيان أراه حِبرة يعني كان مخططًا بالحمرة لأنه صح في بعض الأحاديث نهي النبي عليه الصلاة والسلام أن يلبس الرجل المعصفر المعصفر يعني الثوب الذي هو سبغ بالعصفر فصار أحمر كله لأجل ذلك قال تراه حبرة يعني أحمر كان فيه خطوط حمرة لم يكن كله أحمر بلا خطوط من لون آخر) وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا عبيد الله بن إياد وهو بن لقيط عن أبيه عن أبي رمشة قال رأيت النّبي صلى الله عليه وسلم وعليه بردان أخضران ( البرد ثوب معروف مخطط يكون مخططًا عليه بردان أخضران يعني عليه بردان فيهما خطوط خضرة كساء يلتحف به البرد كساء مربعًا يلتحف به لا يكون محيطًا بالبدن هذا معنى كساء ليس كالقميص محيطًا بالبدن) وبه قال حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا عبد الله بن حسان العنبري عن جدتيه دحيبة وعليبة (قوله عن جدتيه دحيبة وعليبة خطأ وإنما هما صفية دحيبة ابنتا عليبة هكذا ) عن قيلة بنت مخرمة قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أسمال مولائتين ( أسمال جمع سمل أي ثوب بالي الثوب إذا بلي يقال يقال له سمل ) وعليه أسمال مولائتين ( أسمال مولائتين يعني عليه مولائتان قد بليتا الملائة شبه العباءة ) كانتا بزعفران وقد نفطفتا (نفطتا لونهما كانتا سبغتا بزعفران وقد نفطتا لونهما يعني ذهب كثير من لونهما) وبالحديث قصة طويلة. وبه قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليكم بالبياض من الثياب ( البسوا الثياب البيضاء) ليلبسها أحيائكم وكفنوا فيها موتاكم فإنها من خير ثيابكم " (نعم وفي بعض الروايات خير ثيابكم أي أفضل ما يلبسه الإنسان اللون الأبيض من بين الألوان) وبه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شريد عن سُمرة بن أبي جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب (أطهر لأن الأبيض إذا أصابته نجاسة ظهر ذلك فورًا ظهر بوضوح فيسعى الإنسان في تطهيرها إزالتها وأطيب لأنها أبعد عن الكبر أقرب إلى التواضع الثياب البيضاء أقرب إلى التواضع من الثياب المزينة بألوان أخرى ) وكفنوا بها موتاكم" ( بمعنى ما مضى). وبه قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال أخبرنا أبي عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداه ( في يوم باكرًا في الصباح ) وعليه مِرق من شعر أسود ( قطعة يتزر بها مصنوعة من شعر أسود صلى الله عليه وسلم الكساء المِرق الكساء الذي يكون من الصوف هذا هو المرق أحيانًا يكون أزارًا أحيانًا يكون ردائًا) وبه قال حدثنا يوسف بن عيسى قال حدثنا وكيع قال أخبرنا يونس بن أبي أسحاق عن الشعبي عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس جبة رومية ( الجبة هي في الأصل ثوبان يُحشى ما بينهما قطن تلبس للدفئ في الشتاء هذه الجبة إلا إذا كانت صوفًا لا تكون من ثوبين ولا يُحشى ما بينهما أما إذا لم تكن صوفًا فهما ثوبان يُحشى ما بينهما قطنًا تُلبس في الشتاء للدفئ وقوله رومية في هذه الرواية هكذا وفي كثير من الروايات شامية والمعنى واحد لأن بلاد الشام في ذلك الوقت كانت تحت حكم الروم) ضيقت الكمين (كماها ضيقان والجبة هو ثوب يكون مشقوقًا من تحت هذا هو الجب) نكتفي بهذا ولله تعالى أعلم.