شرح الأربعين النووية الحديث الثالث
قال الشيخ سمير القاضي حفظه الله
الحمد ربّ العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلوات ربي وسلامه على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.
الله أسأل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه اليوم إن شاء الله نتكلم عن الحديث الثالث من الأربعين النووية.
قال المؤلف: الحديث الثالث عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
الشرح: عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما توفي بمكة بعد وفاة عبد الله بن الزبير بعدما قُتل عبد الله بن الزبير بثلاثة أشهر رضي الله عنه سلط عليه الحجاج من سمه وهو ابن اربع وثمانين سنة وكان اعتزل قتال معاوية مع سيدنا علي يعني ما خرج مع سيدنا علي لقتال معاوية ثم ندم على ذلك فكان يقول: “ما اسى على شىء ما أندم على شىء ما اسى على ما أسى على أني تركت قتال الفئة الباغية مع علي”. رضي الله عنه وعن أبيه.
قال المؤلف: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمس.
الشرح: بني الإسلام على خمس يعني على خمس دعائم كما هو مصرح به في بعض الروايات في بعض الروايات ذكر الدعائم على خمس دعائم وفي بعض الروايات على خمسة يعني خمسة أركان أو ما شابه والذي يقرب هذا الأمر أن يمثل الإسلام كأنه خيمة هذه الخيمة لها في الوسط عامود تقوم عليه طالما هذا العمود قائم فالخيمة لم تتهد هذا العامود هو كمثل الشهادتين ثم لها هذه الخيمة أربعة أعمدة في الزوايا الأربع وهذه أمثلة الأمور الأربعة الأخرى المذكورة في الحديث: {إقام الصلاة وإبتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت} فإذا كان العامود الأعظم الذي في الوسط قائمًا فالخيمة قائمة فإذا ثبتت الأعمدة الأربعة الأُخرى فالخيمة أشد ثباتًا أما إذا شُدت الخيمة بالأوتاد والأطناب فإنها عند ذلك تصير شديدة الثبات يعصر على الرياح اقتلعها هذا مثل الإسلام لا يكون الشخص مسلمًا إلا بالشهادتين ثم إذا أدى الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت فقد زاد إيمانه وإسلامه قوة فإذا قام بباقي الطاعات فهذا مما يرسخ إسلامه وإيمانه فلا تستطيع الفتن أن تصرفه عنه إن شاء الله تعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شهادة أن لا إله إلا الله
الشرح: هذا هو الأصل الذي يُبنى عليه كل اعتقاد وكل عمل في الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّدًا رسول الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمّدًا عبده ورسوله وإقام الصلاة
الشرح: إقام الصلاة معناه أداء الصلوات الخمس على وجهها مع المداومة عليها هذا معنى إقام الصلاة أداء الصلوات الخمس على وجهها مع المداومة عليها ومن أدائها على الوجه الإتيان بأركانها وشروطها ومن ذلك قراءة الفاتحة وغير ذلك مما يجب قراءته في الصلاة وحتى تصح الفاتحة والأذكار الواجبة في الصلاة لا بد من إخراج الحروف من مخارجها لا بد من مراعاة إخراج الحروف من مخارجها والإتيان بالحروف على صفاتها فإذا لم يفعل الإنسان ذلك لم تصح فاتحته فلا تصح صلاته.
وكم من الناس يضيعون ذلك في أيامنا لا يتعلمون ما أوجب الله عليهم تعلمهم من هذا الأمر فيقرأون الفاتحة قراءة غير صحيحة فلا تصح صلاتهم ولا سيما لا سيما عند بعض الحروف الثاء بعض الناس يلفظونها سينًا الضاد بعض الناس يلفظونها دالا بدل أن يقول ولا الضالين يقول ولا الدالين بدل أن يقول المستقيم يقول المثتقيم حتى إن بعضهم بدل أن يقول القاق قافًا يقولها أ المستئيم كذلك الصاد والسين كثير من الناس لا يأتون بالصاد على وجهها بحرف الصاد على وجهه إنما يخرجونه لا هو صاد خالصة ولا هو سين خالصة.
بل بعضهم يخرجه سينًا خالصة لا يخرجه صادًا وهذا وإن كان يصح في الفاتحة لكنه في ءايات أخرى لا يصح أن يأتي بالصاد سينًا بل يتغير المعنى فرق كبير بين أن تقول الصالحين وهو جمع صالح وبين أن تقول السالحين وهو جمع سالح والسالح هو الذي يحمل السلاح أو هو المتغوط.
لذلك لا بد من مراعاة الاتيان بالحروف على وجهها عند قراءة الأذكار الواجبة في الصلاة الفاتحة وغير ذلك من الأذكار التي يجب قولها في الصلاة.
أيضًا لا بد من إيقاع الصلاة في الوقت المحدد لها شرعًا وكثير من الناس ما تعلموا كيف يدخل وقت الصلاة إنما يعتمدون على أذان المؤذن وأذان المؤذن لا يعتمد عليه لمعرفة أول الوقت لا يجوز الاعتماد عليه إلا إذا كان المؤذن عارفًا ثقة إلا إذا المؤذن يعرف كيف تدخل الأوقات وكان ثقة وأين هذا بين المؤذنين اليوم هو من أندر النادر لذلك ينبغي على الإنسان أن يعرف كيف يدخل وقت الظهر كيف يدخل وقت العصر كيف يدخل وقت المغرب كيف يدخل وقت العشاء كيف يدخل وقت الصبح كيف يخرج وقت كل منها حتى يوقع الصلاة على وجهها حتى لا تقع صلاته قبل دخول وقتها وحتى لا يخرجها عن وقتها وهو لا يدري الله يسلمنا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإيتاء الزكاة
الشرح: إيتاء الزكاة يكون بإخراج القدر الذي أوجبه الله منها وأعطائها لمن يستحقها إذا لم يخرج الإنسان القدر الذي أوجبه الله زكاة لا تصح زكاته إذا أعطاها لغير مستحقيها لا تصح زكاته يأتي يوم القيامة وهي في رقبته بعض الناس لا يعمل لا يحسب ما قيمة البضاعة التي عنده للتجارة حتى يخرج عنها الزكاة لا يحسب ما عنده من المال حتى يخرج عنه الزكاة بعض الناس لا يعرف أنه إذا كان عنده قمح مثلا إذا زرع من القمح ما كان محصوله خمسة أوسق أو أكثر لا يعرف أن فيه زكاة وبعض الناس إذا عرف فيه زكاة لا يعرف أن الزكاة لا بد أن تودى قمحًا فلا يصح أن تودى عملة مثلا إلى غير ذلك من الأمور التي يجهلها كثير من الناس إذا لا بد من أداء الزكاة على وجهها ولا بد من أعطائها لمستحقيها الله تبارك وتعالى بيّن لنا في القرءان من هم المستحقون: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ}سورة التوبة ثمانية أصناف لا يجوز أن تُعطى الزكاة لغيرهم إذا كان عليك زكاة واجبة لا بد أن تدفعها لهذه الأصناف الثمانية لا يجوز أن تُدفع الزكاة لغير هذه الأصناف الثمانية الذين ذكرهم الله في القرءان الكريم يعني مثلا لا يجوز أن تُدفع الزكاة لبناء سور مقبرة لبناء مدرسة لطبع كتاب وما شابه ذلك كل هذا وضع للزكاة في غير موضعها فمن فعل ذلك لم تصح منه الزكاة يأتي يوم القيامة وهي في رقبته ولا يُقبل منه أن يقول يا ربي أنت قلت في القرءان {وَفِي سَبِيلِ اللَّه} أن معنى في سبيل في هذه الآية المجاهدون المتطوعون الذين ليس لهم نصيب من الفيء هؤلاء المرادون بقوله تعالى: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} كلمة في سبيل الله حيث أطلقت من غير قيد في النصوص الشرعية يراد منها الجهاد إذا {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} المجاهدون المتطوعون الذين ليس لهم نصيب يأخذونه من الفيء هؤلاء يعانون يعطون معونة من الزكاة.
الزكاة تصرف في هذه المصالح الثمانية لا غير إذًا الذي يريد أن يداوم على الصلاة الذي يريد أن يؤتي الزكاة الذي يريد أن يصوم رمضان الذي يريد أن يحج البيت ويريد أن تقع هذه الأعمال منه على ما يوافق شرع الله على الوجه الصحيح على ما يحبه الله عزّ وجلّ لا بد له أن يتعلم لا بد له أن يعرف كيف تصح هذه الأعمال يذهب إلى إنسان عنده علم ويكون هذا الإنسان ثقة يقول له علمني كيف يكون الوضوء حتى يصح وضوئي كيف يكون الغُسل في الشرع حتى يصح غُسلي كيف أصلي بحيث تصح صلاتي لا يكفي في ذلك أن تكون نية الإنسان أنه يريد أن يؤدي الصلاة أنه يريد أن يؤدي الصيام أنه يريد أن يُزكي ثم مهما فعل بعد ذلك يصح منه.
بعض الصحابة صلى فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: “ارجع فاصل فإنك لم تصل” أعاد قال: “ارجع فاصل فإنك لم تصل” ثلاث مرات يقول له النبي عليه الصلاة والسلام:”ارجع فاصل فإنك لم تصل” لأنه فعل ما لا تصح معه صلاته مع أن نيته كانت أن يؤدي الصلاة على وجهها إذًا لا تكفي النية هنا أنني أحب أريد أن أؤدي الصلاة على وجهها بل لا بد أن تكون موافقة لما جاء به نبي الله عليه الصلاة والسلام وكيف يُعلم ذلك كيف تعرف أنها موافقة بتعلم الأحكام التي جاء بها رسول الله عليه الصلاة والسلام إنما العلم بالتعلم ومن عمل بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وحج البيت
الشرح: “وحج البيت” يعني أيضًا هذا من جملة الأركان هذا من جملة الأعمدة التي ذكرت في هذا الحديث “حج البيت” لا بد أن يكون أيضًا بالاتيان بشروطه وأركانه كثير من الناس يذهبون إلى الحج لا يعرفون من هي شروط الطواف الصحيح يطوفون وكأنهم ما طافوا لا يعرفون ما هي شروط الرمي الصحيح يرمون الجمار كأنهم لم يرموا لا يعرفون كيف يكون الوقوف بعرفة على الوجه الصحيح يقفون وكأنهم ما وقفوا لا يعرفون كيف يكون السعي بين الصفا والمروة على الوجه الصحيح فيسعون وكأنهم ما سعوا لا سيما في أيامنا في هذه الأيام حيث قام بعض الحكام بجعل مكان الذهاب في المسعى من الصفا إلى المروة خارجًا عن المكان الذي عينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأصل النبي عين مكانًا خاصًا ليُسعى فيه ذهابا من الصفا إلى المروة ورجوعًا من المروة إلى الصفا لكن بعض الحكام ارتأى أن يجعل مكان الذهاب خارجًا عن هذا المكان الذي عينه الرسول عليه الصلاة والسلام فزاد مكانًا للسعي خارجًا عما هو بين الصفا والمروة خارجًا عن كونه بين الصفا والمروة فمن عرف ذلك من تفطن للأمر سعى في مكان السعي القديم في مكان المسعى القديم أما من لم يتفطن فذهب من الصفا إلى المروة خارجًا عن المكان الذي عينه النبي عليه الصلاة والسلام فإنه لا يكون بذلك قد صح حجه لا يكون قد خرج من إحرامه يرجع إلى بلده وهو ما زال محرمًا مع كون حجه غير صحيح ما تم حجه عليه أن يرجع وأن يسعى السعي الصحيح بين الصفا والمروة وهذا بسبب الجهل بالأحكام الشرعية التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجع من حجه بلا سعي رجع بلا مغفرة فجازى الله تعالى من أعان على هذه المصيبة في الدين بما يستحق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وصوم رمضان
الشرح: وصوم رمضان يعني أن يصوم كل يوم من أيام رمضان أن يصوم كل يوم من أيام الشهر إلا أن يكون له عذر إلا إذا كان له عذر فيجوز له أن يفطر ثم يقضي بعد ذلك عندما يستطيع.
ويعرف أول الشهر بترائي الهلال يعني بعد غروب شمس التاسع والعشرين من شعبان الناس يخرجون من كل بلد لا بد أن يخرج ناس ليروا الهلال ليترأوا الهلال لينظروا إلى جهة الغروب إلى الأفق الغربي هل يروون الهلال أو لا إذا رأوا الهلال كان اليوم الذين يليه هو أول أيام رمضان إذا لم يروا الهلال كان اليوم الذي يليه الثلاثين من شعبان ثم الذي بعده هو أول أيام رمضان ولا يعتمد في هذا الأمر على حسابة الحاسبين ولا على أقوال الفلكيين ولا على ما يقوله المنجمون من حيث متى يتولد الهلال ومتى يظهر إنما الاعتماد على الرؤيا لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب (بين الصحابة كان يوجد من يكتب ويحسب لكن نحن لا نعتمد في هذا الأمر الذي هو معرفة أول الشهر على الكتابة والحساب) نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يكون أحيانًا تسعة وعشرين ويكون أحيانًا ثلاثين صوموا لرؤيته أي لرؤية الهلال وأفطروا لرؤيته فإذا غم عليكم إذا منعكم من رؤية الهلال مانع فأكملوا عدة شعبان ثلاثين”.
انظر رسول الله عليه الصلاة والسلام ما قال إذا منع مانع ارجع إلى الحساب ما قال إذا كان غيم انظر ماذا يقول الحُسّاب ما قال إذا هبت ريح معها رمل منعتك من النظر ارجع إلى ما يقول الحساب ما قال إذا جاءت ظلمة منعتك من الرؤيا شىء منعك من الدخان شديد منعك من الرؤيا ارجع ما إلى ما يقول الحسّاب إنما قال: “إذا غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين” فهذا الذي ينبغي التمسك به ولا يجوز غيره وهو الذي درج عليه المسلمون من أيام النبي عليه الصلاة والسلام إلى أيامنا.
أتظن أخي الذي يرى ويسمع أتظن أن المسلمين والعرب ما كان فيهم في أيام النبي عليه الصلاة والسلام من يعرف حساب سير الهلال بلى بل كانوا يراقبون الأهلة والنجوم أكثر منّا بكثير ويعرفون مواقعها ومواضعها وسيرها أكثر منّا بكثير ولكن النبي عليه الصلاة والسلام لم يجعل الاعتماد على هذا لذلك في أيامه لم يحسب ذلك لم يعتمد على ذلك لمعرفة أول الشهر وكذلك في أيام أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وكذلك في أيام الأمويين والعباسين وما بعدهم والعثمانيين إلى يومنا هذا المعتمد العمل بهذا الحديث الذي رواه البخاري وغيره ولا يجوز مخالفته.
وأما ما يقوله بعض الناس في أيامنا الآن العلم تطور وصرنا نعرف حساب تولد الهلال ونحو ذلك نعتمد عليه هذا مما لا ينظر إليه من زمن بعيد الناس يعرفون هذا الحساب لكن الشرع ألغى الاعتماد عليه لم يجعل الشرع الاعتماد في معرفة أول رمضان على هذا الحساب إنما جعل الشرع على رؤية الهلال أو الإستكمال وكذلك آخر شهر رمضان يُعرف بالرؤيا فإن لم يروا الهلال بعد غروب شمس التاسع والعشرين من رمضان يستكمل رمضان ثلاثين يومًا هذا الذي ينبغي العمل به ولا يجوز غيره.
ثم أيضًا شىء آخر كثير من الناس لا يتحقق غروب الشمس قبل أن يأكل وأن يشرب في رمضان إذا سمع اذان المؤذن أكل أول ما يقول المؤذن الله أكبر هو مستعد جاهز الطعام أمامه وهو مهيىء حتى يبدأ فورًا بالأكل من غير أن أن ينظر هل غربت الشمس حقيقة أو لم تغرب وهذا أيضًا مما لا ينبغي لأن كثيرًا من المؤذنين ليسوا ثقاة يؤذن الواحد منهم قبل دخول الوقت فلا يعتمد على أذانهم وقد رأيت بعيني أكثر من مرة الشمس ما زالت طالعة والمؤذن يؤذن أحيانًا في بعض الإذاعات سمعت ذلك منها وأحيانًا من بعض المؤذنين من بعض المساجد يؤذن والشمس أنا كنت لا أزال أراها بعيني طالعة فلا يعتمد على ذلك.
إنما ينظر الإنسان إلى جهة المغرب إذا كان الأفق مكشوفًا ليس شىء يحول بينه وبين الأفق الغربي ورأى برأي العين أن الشمس غربت جاز له أن يفطر ولا يحتاج إلى أقبال العتمة من المشرق ولا إلى زوال الشعاع من رؤوس الجبال ونحو ذلك لأن الشمس إذا غربت أقبلت العتمة من المشرق.
أما إذا كان لا يرى جهة المغرب يحول بينه وبين الأفق الغربي حائل فإنه عند ذلك ينظر إلى جهة الشرق إذا أقبلت العتمة من المشرق إذا صار في الأفق الشرقي ظلام ظهر الظلام في الأفق الشرقي معناه أن الشمس قد غابت في المغرب يعرف بذلك أن وقت المغرب قد دخل. هذا أمر مهم ينبغي مراعاته.
وإنما يهتم بهذا وبما نبهت إليه من الأمور التي قبل هذا من كان مهتمًا أن تكون طاعاته صحيحة وعباداته واقعة على الوجه الذي أمر الله به تبارك وتعالى أما من كان لا يهتم بهذا وإنما همه أن يقال صلى وأن يقال صام وان يقال زكى وأن يقال حج فإنه لا يهتم بما ذكرنا قبل كله وتقع عباداته على غير الوجه الذي أمر الله تبارك وتعالى به فلا تنفعه في آخرته أعاذنا الله من ذلك.
قال المؤلف: رواه البخاري ومسلم
الشرح: الحديث من أصح الصحيح كما قلنا ما اتفق على روايته البخاري ومسلم هو من أصح الأحاديث وأعلاها رتبة في الصحاح وهذا الحديث من بين هذه الأحاديث.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا للعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تبارك وتعالى أعلم وأحكم.
