fbpx

في بيت رسول الله – الدرس 4

شارك هذا الدرس مع أحبائك

برنامج: في بيت رسول الله الحلقة: 004 عنوان الحلقة: طعام رسول الله ﷺ الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ما أجمل الإسلام وما أجمل هذا الهدي العظيم هدي رسول الله ﷺ الذي به نتعلم كيف نقتدي برسول الله ﷺ في طعامنا وشرابنا فيكون ذلك عبادةً لنا، ما أجمل أن يكون أكلنا وشربنا فيه عبادةٌ نتعبد بها إلى ربنا نطيعُ بها الله تبارك وتعالى ونقتدي بسيدنا رسول الله ﷺ هذا القائد المعلم فالنبي عليه الصلاة والسلام ذكر ءادابًا تسنُ للطعام وتسنُ للشراب. فمن ذلك، من ءاداب الطعام ما روي عن رجلٍ من الصحابة أنه كان غلامًا وكان عندما يأكل تطيش يده في الصحفة فيأكل من هنا ومن هناك فقال له النبي عليه الصلاة والسلام سمِّ الله وكل بيمينك وكل من ما يليك. وبهذا يكون رسول الله ﷺ قد علمنا ثلاثة ءاداب، الأدب الأول أدب التسمية، فيُسن للآكل أن يسمي الله تبارك وتعالى بأن يقول بسم الله أو بسم الله الرحمن الرحيم وإذا نسي البسملة أو تركها في الأول وتذكرها في أثناء الطعام قال بسم الله أوله وآخره أو قال بسم الله في أولهِ وفي آخرهِ وأما الأدب الثاني فهو أن يأكل بيمينه فإنه يُسن للمسلم أن يقتدي بمعلمه رسول الله ﷺ في طعامه وشرابه وفي كل أحوالهِ وعاداته ومن ذلك أن يأكل بيده اليمنى حتى لو كان الإنسان يستعمل يده اليسرى في يومه عادةً فإنه يُسن له أن يعوِّد نفسَه هذه العادة، فإن العادة تتغير فقال له النبي عليه الصلاة والسلام وكل بيمينك وكل من ما يليك معناه من أدب الطعام أن يأكل الإنسان ما يله في الصحفة. ومن ءاداب النبي عليه الصلاة والسلام أن نأكل جالسين فما أكل النبي ﷺ على شيءٍ مرتفعٍ قط، نعم تغيرت العادات في هذا الزمن وتغيرت الأحوال حتى إنا لنجد الفقراء يأكلون على الموائد المرتفعة. إخوتي في الله، في هذا الشهر المبارك دعونا نقتدي برسول الله ﷺ وأن نأكل على الأرض فإن هذا مفيدٌ وبركة وخيرٌ وعبادة وبهذا تنشأ الأولاد تتعلم عن سيرة هذا القائد العظيم وتتشوق مزيد تشوق لتعرف مزيدًا من التفاصيل عن سيدنا رسول الله ﷺ. ومن ءاداب الطعام أنه يُسن أن لا يتكئ الشخص أثناء طعامه فإنّ النبي ﷺ قال: أما أنا فلا آكل متكئًا وذلك لأن الأتكاء أثناء الطعام من عادات الملوك وأما ترك الأتكاء ففيه مزيدٌ من التواضع. وقد ورد من سيرة نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا قعد للطعام قعد بهيئة المستوفز ومعنى هيئة المستوفز أي الهيئة التي ليس فيها اطمئنان التي في كثيرٍ من الأحيان قد لا تريح القاعد وذلك لأنه إذا قعد بهيئة المستوفز لا يكثر من الطعام، فلا يكون شرِهًا في الأكل وذلك لأنه من سنة النبي عليه الصلاة والسلام أن لا يكثر الإنسان من الطعام والشراب فأوصى النبي عليه الصلاة والسلام أن يجعل الإنسان ثلث المعدة للطعام والثلث للشراب والثلث للنفس وكان يقول بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، واللقيمات فيها تصغير معناه عدد قليل من اللقم. فالنبي عليه الصلاة والسلام يرشدنا إلى أدب عظيم وهو التقليل من الطعام وذلك لأنه يساعد على النشاط وعلى العبادة وعلى الهمة فسيدنا رسول الله ﷺ كان يقلّل من الطعام وكان هذا يعينه على قيام الليل وعلى التعليم وعلى القيام بمشاغل الدعوة ومن آداب الطعام الإبراد بالأكل معناه أن لا يأكل الطعام ساخنًا جدًا فإن ذلك قد يؤذي، كما ويُسن للطعام أن يأكل الإنسان بأصابعه الثلاثة الإبهام والسبابة والوسطى وذلك لأن الأكل بهذه الأصابع يقلل من الطعام فالنبيّ عليه الصلاة والسلام كان يأكل بهنّ، فيحسن أن نقتدي به وأن نعلّم من حولنا لاسيما أولادنا أن يأكلوا كما أكل النبي عليه الصلاة والسلام وهذه الهيئة ليست بصعبة إلى أنها تحتاج إلى اعتياد فيأخذ الإنسان مثلًا شيئًا من الخبز ويأكل مما يليه ويقول بسم الله ومن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام أنه يُسن بعد الطعام حمدُ الله تعالى والدعاء والمضمضة وغسل اليدين. وقد ورد عن نبي الله عليه الصلاة والسلام على أنه كان يقول الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا غير مكفيّ ولا مودَّع ولا مستغنًى عنه ربنا. معنى هذا الدعاء أننا نحمد الله تبارك وتعالى على هذه النعمة، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فنحن لا ننكر نعمة الله ولا نجحدها غير مكفيّ وفي بعض الروايات غير مكفور أي لا نجحد نعمتك يا الله ولا مودع ولا مستغنًى عنه، معناه نحن لا نستغني عنك يا ربنا أنت أطعمتنا وأنت تسقينا ربَّنا أي يا ربنا. وكذلك من سنن الطعام أن لا يذمّ الإنسان طعامًا فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه ما عاب طعامًا قط، إن أعجبه أكله وإلا تركه. وأما الشراب فنهى نبينا عليه الصلاة والسلام عن الشرب قائمًا كما أنه نهي عن الطعام عن الأكل قائمًا. فمن السنة أن يأكل الإنسان قاعدًا وأن يشرب قاعدًا نعم ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام شرب قائمًا وذلك حتى يعلم الأمة أن نهيه لم يكن للتحريم إنما هذا من تعليم الآداب كما يُسن أن يكون الشرب ثلاثًا فإنه أهنأ وأمرأ وأروى كما ورد عن نبينا عليه الصلاة والسلام ويُسن أن يذكر البسملة وأن يذكر الحمدلة فأما التسمية قبل الشرب وأما الحمدلة فبعد الشرب ومن آداب الشراب أن لا يتنفس الإنسان في داخل الإناء ومن آداب الشراب أن يتنفس الإنسان بين الشربة والأخرى، ومعنى ذلك أن يأخذ الإنسان كوبا من الماء مثلًا فيقول مثلا بسم الله الحمد لله بسم الله الحمد لله بسم الله الحمد لله. وبهذا يكون الشراب قد قسم ثلاثة أقسام كما كان يفعل نبينا عليه الصلاة والسلام. كما أنه من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام أن لا يشرب الإنسان من شنّ أو قِربة، بل يملأ الماء في كأس مثلًا أو في كوب وأن يشرب من هذا الكوب والكأس إلا إن لم يجد كوبًا أو لم يجد كأسًا فيشرب من الشن أو من الإبريق مثلًا. ومن سنة نبينا عليه الصلاة والسلام حمد الله تبارك وتعالى بعد الطعام وبعد الشراب فإن النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا أن هذا شيء يحبه الله تبارك وتعالى يقول النبي عليه الصلاة والسلام إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها وأن يشرب الشربة فيحمده عليها. ومن الآداب إذا كان الإنسان يشرب وأراد أن يسقي غيره أن يكون هو الشارب الأخير فيقدم غيره على نفسه كما أنه يسن أن يقدِّم من على يمينه أولًا وبعد أن تنتهي النوبة للكل تصل إليه. ومن لطيف ما ورد أنه ذات يوم كان قد جلس على يمين نبينا عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عباس وجلس عن يساره خالد بن الوليد وبينهما قرابة وخالد بن الوليد أسن من عبد الله بن عباس، فالتفت النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس وقال الشربة لك ولكن هل تأذن أن أسقي هؤلاء الأشياخ جمع شيخ فقال عبد الله ابن عباس فقال لا والله يا رسول الله ما كنت لأوثر بنصيبي منك أحدًا فهذا الرجل وإن كان غلامًا إلا أنه كان فطنًا وأراد أن يتبرك ببركة النبي عليه الصلاة والسلام بسؤره أي ببقية الماء الذي بقي في الإناء وبذلك قال العلماء يسن للإنسان إذا شرب في كوب مثلًا أن يترك بقية وأن يكرم بها غيره. وبهذا نكون قد تعلمنا كثيرا من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام في مأكله ومشربه وأختم بدعاء يقوله النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء فإذا لم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإن لم يذكر الله عند طعامه قال الشيطان أدركتم العشاء. نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا إتباعًا كاملًا بنبينا وأسوتنا وقدوتنا محمد عليه الصلاة والسلام في طعامنا وفي شرابنا وفي كل أحوالنا.