fbpx

تفسير جزء الذاريات – الذاريات – الحلقة: 7

شارك هذا الدرس مع أحبائك

بسم الله الرحمـن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين. سنكمل إن شاء الله تعالى في تفسير سورة الذاريات أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شىء وبيّن الله عزّ وجلّ في هذه الآية أنه خلق الجن والإنس ليأمرهم بعبادته فقال الله عزّ وجلّ:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} أي إلا لآمرهم بعبادتي فمنهم من آمن ومنهم من لم يؤمن وكل ذلك بمشيئة الله سبحانه وتعالى الله عزّ وجلّ هو خالق كل شىء الله عزّ وجلّ قال:{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ} والله عزّ وجلّ لا يُسئل عم يفعل أنظروا معي في قول الله عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ} معناه الله خلقهم ليدخلوا جهنم فالله لا يُسأل عم يفعل لا يعترض على الله مالك كل شىء سبحانه وتعالى {مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ} الله لا يحتاج إلى أحد الله هو الغني عن العالمين الله عزّ وجلّ قال {مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } الله سبحانه وتعالى هو الخالق هو الرازق هو الذي يوصل الأرزاق إلى لعباده سبحانه وتعالى:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} الله عزّ وجلّ هو الرزاق هو الذي يوصل الأرزاق إلى عباده هو الذي قسم لكل إنسان رزقه هو الذي قدّر لكل إنسان رزقه كل إنسان سيستوفي رزقه الذي كتبه الله عزّ وجلّ له وقدّره له لن يموت أحد قبل أن يستوفي هذا الرزق والله عزّ وجلّ هو ذو القوة القدرة القادر على كل شىء هو ذو القوة يعني ذو القدرة القوي الذي لا يعجزه شىء هو القوي المتين. ثم أخبرنا الله عزّ وجلّ بأن هؤلاء الذي كفروا وكذّبوا محمّدًا صلى الله عليه وسلم لهم عذاب لهم نصيب من العذاب مثل عذاب الذين كانوا قبلهم فقال الله عزّ وجلّ: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ} الذنوب المراد به النصيب هؤلاء لهم نصيب من العذاب كما لمن كان قبلهم نصيب من العذاب وسيدخلون النار يوم القيامة كذلك هؤلاء الذين كذّبوا محمّدًا صلى الله عليه وسلم لهم أيضًا نصيب من العذاب فلا يستعجلون لماذا قال عزّ وجلّ:{فَلا يَسْتَعْجِلُونِ} لأنه كما ذكرنا سابقًا كانوا يستعجلون بالعذاب ويستعجلونك بالعذاب كما أخبر الله عزّ وجلّ يقولون متى هذا العذاب متى سيأتي هذا العذاب أليس مر معنا أن النضر بن الحارث من شدة تكذيبه وعناده قال اللهم إن كان هو هذا الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب أليم. هذا من شدة العناد فكانوا من شدة تكذيبهم يستعجلون يقولون إيتنا بهذا العذاب أنزل علينا هذا العذاب فالله عزّ وجلّ قال فلا يستعجلون سيأتيهم ما أعده الله عزّ وجلّ من العذاب. {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ}الويل الهلاك الشديد {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ } من هذا اليوم الذي يوعدون من يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم هذا اليوم الذي ينفع فيه هو الإيمان هذا اليوم هو الذي ينفع فيه الصادقين صدقهم أي إيمانهم لذلك الذكي الفطن العاقل هو الذي يعمل لما بعد الموت يستعد يهييء نفسه ويتمسك بهذا الدين العظيم وبما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الدنيا هي دار ممر وليست دار مستقر. فنسأل الله عزّ وجلّ أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى. هذه سورة الذاريات أنهيناها ولله الحمد إن شاء الله عزّ وجلّ في الدرس القادم سنبدأ في تفسير سورة الطور نسأل الله عزّ وجلّ التوفيق والثبات والله أعلم وأحكم