fbpx

في بيت رسول الله – الدرس 8

شارك هذا الدرس مع أحبائك

برنامج: في بيت رسول الله الحلقة: 008 عنوان الحلقة: رحمة رسول الله ﷺ هو نبي الرحمة كله رحمة وقلبه مملوء بالرحمة، رحم البهائم ورحم البشر رحم أهله ورحم غير أهله رحم الصغار ورحم الكبار، لكن كلامنا اليوم عن رحمة النبي عليه الصلاة والسلام بالأولاد الصغار قلب النبي عليه الصلاة والسلام كان مملوء بالرحمة بدليل أن رجلا قال يا رسول الله أتقبل الصبيان فإنا لا نقبل صبياننا أي نحن لا نقبل الأولاد أنت تقبل فقال النبي عليه الصلاة والسلام أوأملك إن نزع الله من قلبكم الرحمة، أي إن كان الله تعالى قد نزع الرحمة من قلبكم ماذا أفعل أنا كيف أجعل الرحمة في قلوبكم، وقد أخبر الله تبارك وتعالى عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أنه رحمة مهداة لنا ومما يدل على ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام دمعت عينه لوفاة ابنه إبراهيم فقال النبي عليه الصلاة والسلام إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن دمعته تلك حتى أنت يا رسول الله يعني سئل عن دموعه وأنت تبكي يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام إنها رحمة فدل ذلك على أن فعله هذا نابع من الرحمة التي في قلبه عليه الصلاة والسلام ومما يدل على رحمته بالأولاد الصغار ما ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي ذات يوم فجاء حفيده وجلس على ظهر الرسول عليه الصلاة والسلام فكان من لطف النبي ورحمته أن أطال في السجود حتى لا يثقل على هذا الولد كما وكان من رحمة النبي عليه الصلاة والسلام أن حمل أمامة وأمامة هي بنت زينب وزينب ابنة النبي عليه الصلاة والسلام حملها الرسول ﷺ في صلاته كان إذا قام أمسكها وإذا سجد وضعها وهذا يدل على رحمته بحفيدته حيث فعل ذلك عند ممات أمها زينب رضي الله عنها وكذلك مما يدل على رحمة النبي عليه الصلاة والسلام بالأولاد أنه كان يصغر أسماءهم فكان يقول مثلا يا أونيس لأنس بن مالك وهذا ما نسميه نحن بالدلع كما وقال يا زوينب لزينب فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يلاطفهم وكانت الأولاد تأتي إليه وكانت تحبه وكان يكرمهم وكان يهتم بهم يحنك هذا ويبتسم لذاك يصافح هذا ويقبل الآخر يكلم هذا وكان الرسول عليه الصلاة والسلام شفوقا رحيمًا فيروى عن عبد الله بن جعفر وهو ابن ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام جعفر بن أبي طالب أخو الإمام علي ابن عم رسول الله ﷺ كان له ولد اسمه عبد الله هذا الرجل لما كان صغيرا أخبر أنه ذات يوم جاء النبي ﷺ إلى المدينة قال عبد الله فتسابق الأولاد إلى رسول الله ﷺ فسبقتهم إليه فجلعني النبي عليه الصلاة والسلام أمامه وجاء ولد لعلي بن أبي طالب وهو حفيد للنبي عليه الصلاة والسلام فأردفه الرسول خلفه أي جعله خلفه قال عبد الله بن جعفر فدخلنا المدينة ونحن ثلاثة على دابة واحدة، ومما يدل على رحمة النبي أن بعض الصحابة قال كان رسول الله ﷺ أرحم الناس بالعيال وكان النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم على المنبر وما أدرانا ما معنى كون الرسول على المنبر فدخل الحسن والحسين وكانا يتعثران في مشيهما لصغرهما فنزل رسول الله ﷺ عن المنبر حتى يلتزمهما كما وورد عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال من لا يرحم لا يرحم، وكل هذا دليل على رحمة الرسول عليه الصلاة والسلام وكذلك مما يدل على هذا الأمر ما فعله رسول الله ﷺ عندما ولدت فاطمة أولادها فرسول الله ﷺ مع كثرة انشغالاته واهتمامه بأمر الدعوة وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وإرساله الرسل وتبيينه الحق وتبيين الأحكام وإظهارها سمّى رسول الله ﷺ أولادها بنفسه ويخبرنا ذلك الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه حيث إنه يخبر أنه كان يحب أن يسمي حربا فلما جاء رسول الله ﷺ وقد ولدت فاطمة مولودها الأول، قال النبي ماذا أسميتموه قال علي قلت حربا فقال النبي هو حسن أي أسماه الحسن فلما ولدت ولدها الثاني قال النبي عليه الصلاة والسلام ماذا أسميتموه قال علي فقلت حربا فقال النبي هو الحسين فلما ولدت ولدها الثالث قال النبي ماذا أسميتموه فقال علي حربا فقال النبي عليه الصلاة والسلام هو محسن إلا أن هذا لم يعش طويلا، كل هذا يدلنا على رحمة الرسول عليه الصلاة والسلام وشفقته وكيف كان يهتم بالصغار فقد ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا أوتي بشيء من الثمار يسأل عن بعض الصبيان حتى يرسل هذه الثمار إليهم ومما يدل على ذلك أيضا أن النبي عليه الصلاة والسلام لاعب صبيا ذات يوم وكان يلعب بطير صغير يقال له النُغير فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لما مات هذا الطير وقد حزن عليه هذا الولد يا أبا عمير ما فعل النُغير من باب الملاعبة ومن باب حسن المعشر فالنبي عليه الصلاة والسلام كان هذا من سيرته في بيته وفي خارج بيته تعلمنا من النبي عليه الصلاة والسلام كيف نكون مع أولادنا وكيف نكون مع غير أولادنا فهذا أنس ابن مالك خادم رسول الله ﷺ خدم الرسول تسع سنين وكان قد ابتدأ الخدمة وهو ابن تسع أي كان صغيرا يقول أنس بن مالك ما قال لي رسول الله أف قط ما ضربني وما كهرني وهذا من لطف النبي عليه الصلاة والسلام مع من تطوع لخدمته ومن لطيف ما يذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام أرسل أنس بن مالك ذات يوم في طلب فذهب أنس بن مالك ووجد في طريقه صبيانًا يلعبون فوقف ينظر إليهم يقول أنس فأحسست برسول الله ﷺ وقد أمسك بالقفا أي بمؤخر العنق يلاطفه ويقول له يا أُنيس هل ذهبت أي لما أمرتك به فقال أنس نعم ذهبت يا رسول الله أي شرعت في الذهاب فهذا رسول الله ﷺ يعلم الصغير والكبير بمقاله وبحاله وبأفعاله فالصغار إذا رأوا رسول الله تعلموا وإذا كلمهم تعلموا فيروى أن النبي عليه الصلاة والسلام كانت تأخذ بيده الجارية الصغيرة فتمشي به أينما أرادت إلى السوق أو إلى غير ذلك فكان النبي عليه الصلاة والسلام يماشيها تواضعا منه لم يكن متكبرا لم يقل فليماشها أحد لم يقل فليكلمها أحد فلينظر في أمرها أحد أنا رسول الله أنا مشغول هناك أمور أهم هناك أمور الدعوة بل كان النبي عليه الصلاة والسلام شفوقا لطيفا روؤفا رحيما فما أحوجنا في هذه الأيام لمن يشفق علينا ولمن يرحمنا ورسول الله ﷺ بنا رحيم في حياته وبعد مماته فهو القائل حياتي خير لكم ومماتي خير لكم ثم بين ذلك فقال قال إن وجدت من خير حمدت الله وإن وجدت من شر استغفرت لكم فما أجمل استغفار نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لنا بعد مماته، نسأل الله تبارك وتعالى أن ننال رحمة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وأن نحشر معه وتحت لوائه وأن نكون في زمرته ورفقته يوم القيامة والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين